للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما كان السَّلَفُ رضوان الله عليهم يُعَظِّمُون رجب ويحترمونه إِلاَّ بزيادَةِ العبادة فيه والتَّشْمير لأَدائِ حُقُوقَهُ الشرعية، لا بالأَكْل والرَّقْص، ولا بالمفاخَرة بالطعام والهدايا (١).

[٢ - ليلة الاسراء]

(هى) ليلة السَّابع والعِشْرِين من رَجَب ليلة المعراج التى شُرِعَتْ فيها الصَّلوات الخمس جعلها الله بخَمْسِينَ صلاة إِلى سبعمائة ضِعْف على قدر إِخلاص العبد فى صلاتِهِ، والله يُضَاعِفُ لمنْ يَشَاءُ.

(كان) السَّلَف الصَّالح يُحْيُونَهَا بِلْعِبادة وإِطالةِ الْقِيَام فى الصَّلآةِ والتَّضَرُّع والبكاءِ، شُكْراً منهم لمولاهم على ما مَنَحَهُمْ وأَوْلآهُم، ولكن خَلف من بَعْدِهم خَلْفٌ اتَّبَعُوا الشَّهَوَات، وارتَكَبُوا كثيراً مِنَ الْبِدَع والمخالفات، كالاجتمع فى المساجد وزيادةِ النُّور فيها وعلى المآذن، واختلاط الرجال والنِّسَاءِ، والاجتماع فى المساجد لقراءَةِ قِصَّةِ الإِسراءِ والمعراج (٢)

والقراءَة والذكر بالتَّحْرِيف والتَّلْحِين فى أَسماءِ الله تعالى، وغير ذلك من المنكراتِ والمفاسِد التى تقَدَّمَ شَرْحها فى بحث المولد.


(١) ص ٢٤٢ ج ١ مدخل الشرع الشريف (المواسم المنسوبة إلى الشرع).
(٢) الإسراء: مصدر أسريت الشئ، جعلته يسرى ليلا، كما تقول: أمضيته، أى جعلته يمضى. فالنعنى فى قوله تعالى: " سبحان الذى أسرى بعبده ليلا "، أى جعل البراق يسرى به ليى. والمعراج: من العروج، وهو الصعود.
(والإسراء) هنا رحلة أرضية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
(والمعراج) رحلة سماوية من بيت المقدس إلى السموات العلا إلى مالا يعلمه إلا الله (وحكمة) ذلك إطلاع النبى صلى الله عليه وسلم على عجائب الملكوت. قال تعالى: " لنريه من آياتنا "، وإلا فالله تعالى لا يحويه زمان ولا مكان، فقد كان ولا زمان ولا مكان (كلم) الله تعالى النبى صلى الله عليه وسلم فى هذه الرحلة، فأوحى إليه ما أوحى، وأتحفه بأنواع التحف والزلفى، ورأى ربه سبحانه وتعالى بلا إدراك ولا إحاطة ولا تكييف بحد ولا انتهاء. ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير. =