تقدم أنه يجب الإيمان بسؤال القبر وفتنته. وقد جاء في هذا أحاديث صحيحة بلغت حد الشهرة (منها) ما تقدم في بحث السمعيات (١). (ومنها) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم جنازة فقال: "يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاء ملك في يده مطراق فأقعده، قال ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فيقول له: صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار فيقول: هذا كان منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنت بربك فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه فيقول له: أسكن ويفسح له في قبره. وإن كان كافرا أو منافقا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت بقربك فإن الله عز وجل أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين.
... فقال بعض القوم: يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا قبل عند ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" أخرجه أحمد والبزار وزاد: "في الحياة
(١) أنظر ص ٦٢ ج ١ - الدين الخالص طبعة ثانية (سؤال القبر).