للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقضى هو ما فاته عند الحنفيين (وقالت) المالكية: يشير لهم بالانتظار ويقوم لقضاء ما فاته ثم يسلم بهم. فإن سلموا ولم ينتظروه بطلت صلاتهم.

(وقالت) الشافعية والحنبلية: يستخلف من يسلم بهم، فإن لم يفعل فلهم أن يسلموا لأنفسهم وأن ينتظروه جلوساً حتى يُتم صلاته ويسلِّم بهم.

[(الثالث) ما يباح فى الصلاة]

يباح فيها أمور قد يظن أن بعضها ممنوع. المذكور منها هنا أربعة عشر.

(١) يجوز البكاء فى الصلاة خوفاً من الله تعال، أو لتذكر الجنة أو النار ولا يبطلها ولو كان بصوت عند الحنفيين ومالك وأحمد " لحديث " مُطرّفٍ عن أبيه عبد الله بن الشِّخير قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلى ولصدره أزيز كأزيز الْمِرْجَلِ من البكاء .. أخرجه أحمد والثلاثة وصححه الترمذى وابن حبان وابن خزيمة (١). {١٩٠}

وفى رواية أبى داود كأزيز الرحا، يعنى الطاحون والمعنى أنه يجيش جوفه ويغلى من البكاء خوفاً من الله عز وجل " ولحديث " عائشةَ أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى مرضه الذى تُوفِّىَ فيه: مُروا أبا بكر فلْيُصَل بالناس فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق لا يملك دمْعه، وإنه إذا قرا القرآن بكى (الحديث) أخرجه أحمد ومسلم والثلاثة وصححه الترمذى (٢). {١٩١}

وجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم أخْيِرَ أن أبا بكر إذا قرأ غلبه البكاء فصمم على استخلافه، وكذا لا تبطل عند الشافعية إن لم يظهر منه حرفان، فإن


(١) ص ٢٥ ج ٤ مسند أحمد (حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه) وص ٣٥٣ ج ٥ - المنهل العذب (البكاء فى الصلاة) وص ١٧٩ ج ١ مجتبى. و (الأزيز) صوت القدر عند غليان الماء. و (المرجل) كمنبر، القدر يطبخ فيه.
(٢) ص ٣٤ ج ٦ مسند أحمد (حديث السيدة عائشة رضى الله عنها) وص ١٤٠ ج ٤ نووى مسلم (استخلاف الإمام إذا عرض له عذر ... )