للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قال) ابن الحاج: ومن ذلك ما يَفْعَلَهُ النِّسَاءُ موافقةً للنَّصَارَى فى مَوْلد عِيسَى عليه الصلاة والسلام، وهو أَنَّهُنَّ يَعْمَلْنَ صَبِيحةَ ذلك اليوم عَصِيدةً يَرَى الكَثيؤ مِنْهُنَّ أَنه لآبُدّض من فِعْلِها، ويَزْعُمْنَ أَنَّ مَنْ لم يَفْعَلْها أَوْ يَأْكُل منها فى ذلك اليوم يَشْتَدُّ عليه البرد فى سَنَتِه ولا يَحْصُل له فيها دِفْءٌ ولو لَبِسَ مِنَ الثِّيَابِ ما لَبِسَ، ومع كَوْنِ اعتيادِ هذا بِدْعَة فالشَّاهِد يُكَذِّب ما افْتَرَيْنَهُ، وكأَنَّهُنَّ يُشرِّعْنَ من تلقاءِ أَنفسهن. نَعُوذَ باللهِ مِنَ الضَّلال. اهـ ملخصاً (١).

[٤ - ليلة الغطاس]

ومن مواسمهم عِيد الْعِماد (الْغِطَاس) يحتفلُ به الأَقباط فى ١١ طوبة، الموافق ٩ يناير، تذكاراً لِعماد السيِّد المسيح فى نهر الأُردن على يد يُوحَنَّا المعمدان. هكذا يَزْعُم بعضُهم. ومنهم مَنْ يَزْعُم أَنَّ مريم اغتْتَسَلَتْ فيه من النِّفَاس، ويُشَارِكَهُمْ فيه بعض جَهَلَةِ المسلمين. وهُوَ مِنَ العوائد المسْتَهْجَنَة، وفيه ما فى غيره من المفاسِد والخروج عن جَادَّةِ الصَّواب.

(قال) ابن الحاج: ومن ذلك ما يَفْعَلُونَهُ فى مَوْسِم الْغِطَاس، وهو اليوم الذى تَزْعم النَّصَارَى أَنَّ مريم عليها السلام اغْتَسَلَتْ فيه من النِّفَاس، فاتخذ النِّصَارَى ذلك سُنَّةً لهم فيغْتَسِلُونَ فى تلك الليلة كَبِيرهم وصَغِيرهم وذكرهِم وأُنْثَاهُم حتى الرَّضِيع، فَتَشَبِّهَ بهم بعض المسلمين واتخذوا ضلك مَوْسِماً يَزِيدُونَ فيه النفقةَ ويُدْخِلُون فيه السُّرُورَ على أَوْلآدِهم بأَشياءَ يَفْعَلُونَهَا فيه. وفى هذا من التَّعْظِيم لمواسِم أَهْل الكِتَابِ ما سَبَقَ فى غيره، وبعض مِن انْغَمَسَ فى الجهل من المسلمين يَغْطَسُ فى تلك اللَّيلة كما


(١) ص ٣٠٨ ج ١ مدخل الشرع الشريف (مولد عيسى عليه الصلاة والسلام).