للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليتركوا صلاة الضحى دائماً، فيفوتهم بذلك خيرٌ كثير، فإنَّ ركعتيها تجزئانِ عن سائر أنواع التسبيح والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر. اهـ. (١)

[٨ - الصلاة عقب الطهارة]

تقدم أنه يسن صلاة ركعتين بعد الوضوء والغسل وبعض ما ورد في فضلهما (٢)، وقد ورد في ذلك أحاديث أخر (منها) حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: يا بلال حدثني بأرجى عملٍ عملته في الإسلام، فإني سمعتُ دفّ نعليك بين يديّ في الجنة. قال: ما عملتُ عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. أخرجه البخاري (٣) {٣١٩}.

(وحديث) بريدة قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالاً فقال: يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي، فأتيت على قصرٍ من ذهبٍ مربع مشرف، فقلت: لمنْ هذا


(١) انظر الحديث رقم ٢٩٤ ص ٢١٤ (صلاة الضحى).
(٢) انظر بند ١٧ من مستحبات الوضوء ص ٢٣٤ ج ١ دين.
(٣) ص ٢٣ ج ٣ فتح الباري (فضل الصلاة عند الطهور). و (بلال) بن رباح المؤذن وفي الحديث دليل على أن ذلك وقع في المنام، لأن عادته صلى الله عليه وسلم أنه كان يعبر ما رآه أصحابه بعد صلاة الفجر كما وردت الأحاديث بذلك. و (كتب لي) أي قدر. وهو يشمل الفريضة والنافلة، وإنما اعتقد بلال ذلك، لأنه علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة أفضل الأعمال، وأن عمل السر أفضل من عمل الجهر (قال) الحافظ: والظاهر أن المراد بالأعمال التي سأله عن أرجاها، الأعمال المتطوع بها، وإلا فالمفروضة أفضل قطعاً.