للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(و) القضاء والقدر]

القضاء (لغة) الخلق والأمر والحكم. قال تعالى: "فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها" (١٢) فصلت. أي خلقهن. وقال تعالى: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) (٢٣) الإسراء أي أمر (وعرفا) هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، أي وجود الأشياء في أم الكتاب مجملة (والقدر) لغة التقدير وهو جعل كل شيء بمقدار يناسبه بلا تفاوت "وعرفا" جزئيا حكم القضاء وتفاصيله التي تقع فيما لا يزال (١) قال تعالى: (وأن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) (٢١) الحجر. ومعناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة. فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وهو بهذا المعنى يعم القضاء بالمعنى السابق.

(وقال) الخطابي: قد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله تعالى العبد على ما قدره وقضاه، وليس الأمر كما يتوهمونه، وإنما معناه الأخبار عن تقدم علم الله تعالى بما يكون من اكتسابات العبد وصدورها عن تقدير من الله تعالى وخلقه لها خيرها وشرها. والقدر اسم لما صدر مقدرا عن فعل القادر (٢) (ويجب) الإيمان والرضا لقوله تعالى: (وخلق كل شيء فقدره تقديرًا) آية (٢) الفرقان. وقوله: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (٤٩) القمر


(١) الأزل القدم والأزلي القديم أصله يزلي نسبة ليزل من قولهم للقديم لم يزل ثم أبدلت ألياء همزة لأنها أخف (ومالا يزال) زمن وجود الحوادث.
(٢) انظر ص ١٥٤ ج ١ شرح مسلم (إثبات القدر).