للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا. ومما تقدم تعلم أنه يجب على كل مكلف أن يعتقد أن الله تعالى متصف بصفات الجلال والكمال التى تليق بعظمة تعالى الواردة فى الكتاب العزيز والسنة المطهرة. وأنه تعالى منزه عن كل نقص، وعن مشابهة الحوادث، تعالى الله عن ذلك.

[المتشابه]

أما ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهة، فقد أجمع السلف والخلف رضى الله عنهم على أنها مصروفه عن ظاهرها، لقوله تعالى: (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد) وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (١١) الشورى (ثم اختلفوا) فى بيان معانى تلك الآيات والأحاديث (فالسلف) يفوضون علم معانيها إليه تعالى. فيقولون أن الاستواء فى آية {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} (٥) طه - لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، مع جزمهم بأنه جل جلاله يستحل عليه الاستقرار على العرش أو اتصاله به أو جلوسه عليه، لأنه تعالى اله قديم موصوف باستوائه على العرش قبل خلق العرش، لأن القرآن الذى منه هذه الآية موجود قبل إيجاد العرش، فكيف يعقل أنه تعالى استقر على العرش غير موجود؟ ولما خلق الخلق لم يحتج الى مكان يحل فيه. بل هو غنى عنه. فهو تعالى لم يزل بالصفة التى كان عليها (والخلف) يقولون فيها: الاستواء لأنه معناه الاقتدار والتصرف أو نحو ذلك، ومذهب السلف أسلم، لأنه يحتمل أن الله عز وجل أراد معنى فى الآية غير ما فسرها به الخلف.

(ووجه) صحة مذهب الخلف أنهم فسروا الآية بما يدل عليه اللفظ العربى. والقرآن عربى (وحملهم) على التفسير المذكور ولم يفوضوا كما فوض السلف