للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النِّسَاءَ يرتكِبْنَ ما تَهْوَاهُ نُفوسِهِنَّ، مهملين بقوله تعالى: " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ "، ومما أَحْدَثُوه فيه استعمالَ البخُور لهنَّ وللرِّجال، فيبخرون به، ثم يتخطونه سَبْع مَرَّات، ثم ينفضُون عليه أَيْدِيهم وأَرْجُلَهم ويتفلُون عليه، ويزعمون أَنَّ ذلك يَصْرِفُ عنهم الْعَيْنَ والكَسَلَ، والوعْكَةَ من الجسَد، ويتكَلَّم مِنْ يرقى البخُور بكلام لا يُعْرَف، ولعلَّهُ كُفْر.

(ومن) ذلك استعمالهم فيه العَدَس المصَفَّى، وإِنْ كان جائزاً، فالْبِدْعَة تَحَرِّيهم له فى ذلك اليوم أَلواناً يَلْعَبُ به الأَولاد وغيرهم، وتَعَدَّى ذلك إِلى أَنْ صر المقامِرُونَ وغيرهم يَلْعَبُونَ به جَهَاراً ولا أَحَد يُنْكِر عليهم (ومن) ذلك شراؤهم فيه السَّلاحِفَ يزعمون أَنَّهَا تَطْرُد بالابتداع، وإِنما يَنْطرِد بالاِّتباع، فكُلّ ما يفْعَلُونه من ذلك ونحوه من البِدَع المسْتَهْجَنة والعوائد الذَّمِيمَة، وفيه تعظيم مواسم أَهْل الْكتِاب وتَشْجِيعِهِم على باطِلهم، لأَنهم إِذا رأَوا المسلمين يتَشَبَّهُون بهم فى تعظيم مواسمهم يقوى ظَنّهم بأَنَّ ما هُمْ عليه هو الحق. وقد تقَدَّم قُبْح ما أَحْدَثُوه فى النَّيْرُوز، فأَغنى عن ذِكْر مثله هنا، إِذ المعنى فيهما واحد، وهو تعظيم مواسِم أَهْل الكِتَاب وارْتِكاب الْبِدَع. نسأَل الله السلامة. اهـ بتصرف (١).

[٦ - سبت النور]

زمنها مَوْسِم سَبْتُ النُّور، يحتفلُ به الأَقباط يوم ١٩ برمودة، الموافق ٢٧ إِبرايل، تذكاراَ لشهادة سمعان الأَرْمنى أَسقف الفُرْس. ويُشاركهم فيه بعض جَهَلَةِ المسلمين فى كَثِير من العوائد المستَقْبَحَة


(١) ص ٣٠٥ ج ١ مدخل الشرع الشريف (خميس العدس).