للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قال) ابن الحاج: اليوم الذى يَزْعُمون أَنه سَبْتُ النُّور، هو لعمر الله بِضِدِّ هذه التَّسْمِية أَلْيَق، لَيْتَ ذلك لو كان فى عَوَامّ النَّاس، لكن تجد بعض الخاصَّة ممن ينسب إِلى عِلْمٍ أَوْ صلاحٍ يُسَمُّونَهُ بهذه التَّسمِية تعظيماَ له، ويُشَارِكُونَهُمْ فى أَفعالهم الذَّمِيمَة (ومنها) أَنهم يَجْمَعُونَ فى أَمْسِه ورق الشَّجر فيبيِّتُونَهُ فى إِناءٍ فيه ماءٍ ويَغْتَسِلُونَ به، ثم يأْخُذُون ما اجتمع من غُسْلِهم ويُلْقُونَهُ فى طريق المسلمين وفى مفرق الطُّرُق، ويَزْعُمون أَنَّ ذلك يُذْهِب عنهم الأَمراض والأَسْقام والكَسَل والعَيْن والسِّحْر وغير ذلك، وأَنَّ مَنْ يمرّ به تُصِيبه تلك الْعِلَل، وينتقل ما كان عليه إِلى مَنْ تَخَطَّاه من المارِّين، وهذا لو كان صحيحاً لكَانَ قَصْدهم لذلك محرماً، إِذ فيه قَصْد أَذِيَّة المسلمين (وقد) وَرَدَ فى الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أَنه قال: المؤمن يُحِبّ لأَخِيه المؤمن ما يُحِبّ لِنَفْسِه (١). ومن ذلك " قوله " عليه الصلاة والسلام: مَنْ حَفرَ لأَخِيه المؤمن حُفْرَةً أَوْقَعَهُ الله فيها (٢).

" وقوله " عليه الصلاة والسلام: مَنْ غَشَّنَا فليس مِنَّا (٣) {١٠٧}.


(١) هو معنى " حديث " لا يؤمن أ؛ دكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. أخرجه السبعة إلا أبا داود عن أنس (١٠٥) ص ١٨ ج ١ تيسير الوصول، وص ٤٣ ج ١ فتح البارى (من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وص ١٩ ج ١ سنن ابن ماحه (الإيمان).
(٢) هذا مثل وليس بحديث .. وقد ورد بلفظ: من حفر لأخيه قليباً (أى بئراً) أوقعه الله فيه قريباً (قال) الحافظ ابن حجر: لم أجد له أصلا (وعن) كعب الأحبار أنه سأل ابن عباس: من حفر مهواة كبه الله فيها (فقال) ابن عباس: إنا نجد فى كتاب لله: " ولا يحيق لمكر السيئ إلا بأهله ". ذكره العجلونى فى كشف الخلفاء ص ٢٤٥ ج ٢ (وقد ورد) فى معناه عدة أحاديث (منها) حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ولمؤمن من أمنه للناس على دمائهم وأموالهم. أخرجه أحمد والترمذى والنسائى والحاكم وابن حبان عن أبى هريرة (١٠٦) ص ١٨ ج ١ تيسير الوصول. وزاد الحاكم: والمجاهد بن جاهد نفسه فى طاعة الله. والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب.
(٣) أى ليس على طريقتنا التى هى الزهد فى الدنيا وعدم الشره والطمع الباعثين على الغش (والحديث) أخرجه الطبرانى فى الصغير والكبير وأبو نعيم فى الحلية عن ابن مسعود بسند رجاله ثقات. انظر رقم ٨٨٨١ ص ١٨٦ ج ٦ فيض القدير. وفى سنده عاصم بن بهدلة سيئ الحفظ، ولذا ضعفه السيوطى الله: وما الغش؟ قال: أن يبتدع لهم بدعة فيعمل بها. أخرجه الدارقطنى عن أنس (١٠٨) ص ٤٣١ راموز الأحاديث.