للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(الثانى) الجماعة]

هى ربط صلاة المقتدى بصلاة الإمام. وهى مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة. قال تعالى: وإذا كنت فيهم فأقمتْ لهم الصلاة فلتقمْ طائفةٌ منهم معك. الآية (١) أمر بها فى الخوف ففى الأمن أولى.

وعن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة الرجل فى جماعة تزيد على صلاته فى بيته وصلاته فى سوقه خمساً وعشرين درجة. وذلك بأن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رُفع له بها درجةٌ أو حُط عنه بها خطيئةٌ حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان فى صلاة ما كانت الصلاة هى تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم مادام فى مجلسه الذى صلى فيه. يقولون: اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه. أخرجه الشيخان وأبو داود وهذا لفظه (٢). {٥٣}

وعن ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، أخرجه الشافعى والسبعة إلا أبا داود (٣). {٥٤}

ولا منافاة بين الروايتين لأن الإخبار بالقليل لا ينفى الكثير. والتخصيص


(١) النساء آية ١٠٢.
(٢) ص ٩٢ ج ٢ فتح البارى (فضل صلاة الجماعة) وص ١٦٥ ج ٥ نووى مسلم. وص ٢٥٢ ج ٤ - المنهل العذب (فضل المشى إلى الصلاة) و (صلاة الرجل فى جماعة) أى ثواب صلاته فى المسجد جماعة، كما يدل عليه مقابلته بالصلاة فى البيت والسوق، وكما يدل عليه قوله فى =الحديث (وأتى المسجد) ومثل الرجل فى ذلك المرأة إذا أبيح لها الخروج إلى المسجد. و (خطوة) بفتح الخاء المعجمة. وهى واحدة الخطأ. ويحتمل أن تكون بالضم. وهى ما بين القدمين (أو حط). وفى رواية وحط عنه (بالواو) فالمعنى أن الخطوة الواحدة يكتب له بها حسنة ويحط عنه بها خطيئة. وهو المناسب لسعة فضل الله تعالى.
(٣) ص ١٢٢ ج ١ بدائع المنن. وص ١٦٥ ج ٥ الفتح الربانى. وص ٨٩ و ٩٠ ج ٢ فتح البارى. وص ١٥٢ ج ٥ نووى مسلم. وص ١٣٤ ج ١ مجتبى (فضل الجماعة) وص ١٨٧ ج ١ تحفة الأحوذى. وص ١٣٧ ج ١ سنن ابن ماجه.