للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا الذى حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا الى قومهم (فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا (١) (يهدى الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) (٢) الجن. فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (قل أوحى الى آنه استمع نفر من الجن) أخرجه الشيخان والترمذى (١) {٤٧}.

وهذا الذى حكاه ابن عباس رضى الله عنهما، انما هو أول ما سمعت الجن قرءاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلمت حاله وفى ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم. ثم بعد ذلك أتاه داعى الجن فقرأ عليهم القرآن ودعاهم الى الله عز وجل (٢) ويشهد له ماتقدم عن ابن مسعود رضى الله عنه (٣).

(جـ) الأجل: يجب الايمان بأن الانسان وسائر الحيونات والجن والملائكة لايموت احد منهم حتي احد منهم حتي يتم اجله الذي قدره الله له (فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون) (٦١) النحل. وان ملك الموت هو الذي يقبض الارواح بامر الله تعالي، وله اعوان من الملائكة لكرام، وأن كل إنسان يشاهد حال احتضاره مكانه الذي سيصير اليه ويخلد فيه من الجنه أو النار، (قال) البراء بن عازب: خرجنا مع النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم في جنازه رجل من الانصار فانتهينا الي القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلي الله عليه وعلي اله وسلم وجلسنا حولهوكان علي رؤسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الارض فرفع راسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين او ثلاثا، ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الاخره، نزل اليه ملائكة من


(١) ص ١٧٦ ج ١ تيسير الوصول (سورة الجن).
(٢) انظر ابن كثير فى تفسير (واذ صرفنا اليك نفرا من الجن).
(٣) تقدم رقم (٢٠) ص ٥١ (الأنبياء والرسل).