للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحل استحباب الانتقال إن لم تدع الحاجة إلى عدمه كضيق المكان.

[(الرابع عشر) هديه صلى الله عليه وسلم فى الصلاة]

قد بينت لك أيها المؤمن أعمال الصلاة من فرائض وواجبات وسنن وآداب داخل الصلاة وخارجها مفصلة بالأدلة تفصيلا لم تره من قبل. وإنى ذاكر لك هنا ثلاثة أحاديث فى صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون سراجا منيرا يتضئ بها المعتدى ويهتدى بها الضال.

(١) قالت عائشة: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتِتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله ربِّ العالمين، فإذا ركع لم يُشْخِصْ رأسَه ولم يُصَوِّبه ولكن بين ذلك. وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوىَ قائما وكان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجدْ حتى يستوىَ قاعدا، وكان يقول فى كل ركعتين التحيةَ وكان يكره أن يفترش ذراعية افتراشَ السبُع وكان يفرِشُ رجله اليسرى وينصبُ رجله اليمنى وكان ينهى عن عَقِب الشيطان وكان يختم الصلاة بالتسليم " أخرجه أحمد ومسلم (١) {٥٣٣}

(٢) وقال وائل بن حُجْر: " لأنظُرَنّ إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلى فنظرت إليه قام فاستقبل القبلة فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفِّه اليسرى والرسِغ والساعدى، ثم لما أراد أن يركع رفع يديه مثلَها، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، ثم


(١) ص ١٤٥ ج ٣ - الفتح الربانى. وص ٢١٣ ج ٤ - نووى (ما يجمع صفة الصلاة) و (افتراش السبع) أن يبسط الرجل ذراعيه فى السجود كما يبسط الكلب والذئب يديه. و (عقب) بفتح فكسر، وهو الإقعاء فى الجلوس بأن يلصق الرجل أليته بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض.