للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا ما يكون منهم عند ذكر السلطان من قولهم بصوت مرتفع: آمين آمين، نصره الله وأدامه، وغير ذلك (فهو) بدعة سيئة وحرام.

لما تقدم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا والذى يقول له " أنصت" ليس له جمة (١)، ولما فيه من التهويش على المستمعين، وكثيراً ما يتكلف فى ذلك حسن الألحان فتنصرف الآذان عن سماع الخطبة، ويكره للخطيب التكلم حال الخطبة بكلام دنيوى كما فى الذان والإقامة بل أولى. ويكره له الإتيان بالكلمات الغربية والألفاظ البعيدة عنافهام السامعين (لقول) على رضى الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ .أخرجه البخارى (٢). (٥٧).

(وعليه) فيطلب منالخطيب مراعاة حال الناس وتحذيرهم مما هم فيه غارقون منالبدع والمخالفات، وأن لا يلتزمفى خطبته الطرق العتيقة من التزامالسجع والاهتمام بتحسين اللفظ وترك ما تقتضيه حال الحاضرين، فإن التزام السجع قد يفوت عليه مقصوده، ولولاه لأدى كل إنسان مراده بما يقدر عليه فيعم النفع.

(٦) منهاج الخطابة (٣)

هذا، وإنى ذاكر للقارئ الكريم نموذجاً من خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح، ليحذو حذوها فى الدعوة ونفع العامة، وليعلم أنالتزام السجع بالطريقة التى عكف عليها الخطباء ليس بحسن:


(١) تقدم رقم ١٤٦ ص ١٤١ (الكلام حال الخطبة) و (اسفار) كحمل وهو الكتاب. شبه من تكلم حال الخطبة بالحمار يحمل الكتب بجامع عدم الانتفاع.
(٢) ص ١٦٠ ج ١ فتح البارى (من خص بالعلم قوماً) و (حدثوا إلخ) أى كلموا الناس علىقدر عقولهم و (يكذب) بفتح الذال مشددة، وذلك أن الشخص إذا سمع ما لم يفهمه منسوباً إلى الله ورسوله فلا يصدقه ويلزمه تكذيبهما.
(٣) هذا الفصل السادس فصول الجمعة.