للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَغْطَسُون، ومن أَشْنَع ما فيه أَنَّهُم يَزُفُّونَ فيه بعض عِيدَانِ القَصَبِ وعليها الشُّمُوع الموقّدَة والفاكهة وغير ذلك. وبعضُهم يُهْدِى ذلك للقَابِلة (الدَّاية) ويتَهَادُون فيه بأَطْنَانِ القَصَب وغيره. اهـ بتصرف (١)

[٥ - خميس العدس]

ومنها عِيد خَمِيس الْعَهْد أَو الْعَدَس، يحتفلُ به الأَقباط فى ١٧ برمودة، الموافق ٢٥ إِبريل، تذكاراً لشهادةِ يعقوب الرَّسُول ابن زبدى سنة ٣٦ ميلادية. ويُشَارِكَهُمْ فيه بعض المسلمين. وفى هذا العار والَّنَار وغَضَبِ العَزِيز الجبَّار، فقد ارتُكِبَتْ فيه منكرات تَبْرَأُ منها الإِنسانية وتَأْباها المروءَة.

(قال) ابن الحاج: وقد اتخذت فيه أِشياءَ لا تنبغى (فمنها) خروج النِّسَاءِ فى ذلك اليوم لِشرَاءِ البخُور والخواتم وغيرها. فمنْ يمُرّ بالسُّوق يَرَى مشَقَّةً عظيمةً لزحمةِ النِّسَاءِ، وقد يُزاحمهن مَنْ لا خَيْرَ فيه. ولا يَخْفَى ما فى خُرُوجِهنَّ واجتماعهن بالرجال من المفاسِد التى لا دَوَاءَ لها فى الغالب، ولو أَنَّ رَجُلاً منَعَ أَهْله من الخروج فى ذلك اليوم، لَوَقَعَ التَّشْوِيش بينهما، وقد يَؤُول الأَمر إِلى الفراق. وقد قال مالك رحمة الله: ينبغى أَن يُرْفَع إِلى السلطان ما أَحْدَثَهُ النِّسَاءَ من جِلُوسهِنَّ عند الصَّوَّاغِينَ حتى يمتنعْنَ من ذلك. اهـ (وإِنما) خَصَّ مالك الصَّوَّاغِين لأَنَّ النِّسَاءَ فى زَمَنِه لم يكُنَّ يفْعَلْنَ ذلك إِلاَّ عندهم، وقد كانُوا فى القُرُون المشهود لهم بالخيرية، ونحنُ فى هذا الزمان فى الغالب النِّسَاءَ، حتى إِنَّ المرأة تَشْتَرى لِزَوْجِهَا ما يحتاجه من لباسِه الخاصّ. وهذا سببه تَسَاهُل الرِّجال وترك


(١) ص ٣٠٩ منه (موسم الغطاس).