للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة. أخرجه أحمد واخرج أبو داود صدره (١) {٤٨}.

(د) سؤال القبر ونعيمه وعذابه يجب الإيمان بأن أول ما ينزل بالميت بعد موته سؤال منكر ونكير بأن يرد الله عليه روحه وسمعه وبصره، ثم يسألانه عن دينه وربه ونبيه، فأما أن ينعم أو يعذب، لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة التي بلغت حد الشهرة " منها " ما تقدم عن البراء " ومنها " حديث عثمان رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل. أخرجه أبو داود والبيهقى والحاكم وصححه (٢) {٤٩}.

(وحديث) أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: أن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وانه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال له انظر إلي مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا ويفسح له في قبره سبعون ذراعا وتملأ عليه خضرا إلي يوم يبعثون. وأمام الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدرى كنت أقول ما يقول الناس. فيقال له لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصبح صيحة يسمعها من


(١) ص ٢٨٧ ج ٤ مسند أحمد. وص ٦٢ ج ٩ - المنهل العذب (كيف يجلس عند القبر).
(٢) ص ٧٣ منه (الاستغفار عند القبر) وص ٥٦ ج ٤ بيهقى (ما يقال بعد الدفن).