للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء في هذا الباب. وهذا الحديث ناسخ للحديث الأول: إذا رأيتم الجنازة فقوموا (وقال) أحمد: إن شاء قام وإن شاء لم يقم، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى عنه أنه قام ثم قعد ومعنى قول على: قام النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الجنازة ثم ترك ذلك بعد فكان لا يقوم إذا رآها (٤).

(فائدة) يستحب لمن مرت به جنازة أن يدعو لها ويثنى عليها إن كانت أهلا لذلك، ويستحب لمن رآها أن يقول: سبحان الحي الذي لا يموت أو سبحان الملك القدوس (٥).

[(هـ) الدفن]

هو مواراة الميت. والكلام فيه ينحصر في ١٨ ثمانية عشر فرعا:

(١) حكم الدفن: هو فرض كفاية بالإجماع لأن في ترك الميت على وجه الأرض هتكا لحرمته ويتأذى الناس من رائحته. وعليه عمل الناس من لدن سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا. وقد ارشد الله تعالى قابيل إلى دفن أخيه هابيل، فبعث غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه (٦).


(١) انظر ص ١٥٢ ج ٢ تحفة الأحوذى.
(٢) انظر ص ٢٨١ ج ٥ مجموع النووى.
(٣) (قابيل وهابيل) ابنا آدم على الصحيح. ذكر الله قصتها فى قوله تعالى فى المائدة " واتل عليهم نبأ ابنى آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما (هابيل) ولم يتقبل من الآخر. قال لقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين (٢٧) لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين (٢٨) إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين (٢٩) فطوعت له نفسه قتل أخيه (هابيل) فقتله فأصبح من الخاسرين (٣٠) فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه. قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوراى سوءة أخى فاصبح من النادمين (٣١) " =