للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القصر؟ قالوا: لرجلٍ منَ العرب. قلت: أنا عربيّ، لمن هذا القصْر؟ قالوا: لرجلٍ من قريش، فقلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجلٍ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قلت: فأنا محمد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر، فقال: يا رسول الله، ما كنت لأغار عليك، وقال لبلال: بم سبقتني إلى الجنة؟ قال: ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا أخرجه أحمد والترمذي بسند جيد (١) {

٣٢٠}.

(ولعموم) قوله في الحديث رقم ٣١٩ ص ٢٢٧: في ساعةٍ من ليلِ أو نهارٍ، قالت الشافعية: تسنُّ الصلاةُ عقبِ الطهارةِ في أي وقتٍ، ولو وقت كراهةٍ، وهي سنةٌ مؤكدةٌ.


(١) ص ٤١ ج ٥ الفتح الرباني (الصلاة عقب الطهور) وص ٣١٦ ج ٤ تحفة الأحوذي (مناقب عمر) و (بهذا) أي بسبب هذا العمل سبقتني إلى الجنة (ولا معارضة) بينه وبين حديث: لن يدخل أحداً عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا انا، إلا أن يتعمدني الله بقضل ورحمة، فسددوا وقاربوا (أي اطلبوا السداد وهو الصواب واعملوا به، فإن عجزتم عنه فقاربوا (أي اقربوا منه) ولا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب. أخرجه البخاري عن أبي هريرة [٣٢١] ص ١٠٠ ج ١٠ فتح الباري (تمنى المريض الموت) ويستعتب، من الاستعتاب وهو طلب زوال العتب، أو من العتبي وهو الرضا. والمقصود أن يطلب رضا الله بالتوبة ورد المظالم (لأن) أصل دخول الجنة إنما يكون برحمة الله واقتسام الدرجات بحسب الأعمال، (والحديث) ظاهر في أنه صلى الله عليه وسلم رأى بلالاً داخل الجنة .. ويؤيده حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيتني دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصراً بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر (الحديث) أخرجه البخراي [٣٢٢] ص ٣١ ج ٧ فتح الباري (مناقب عمر).
هذا. وكان بلال يمشي بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم في اليقظة، فاتفق مثله في المنام، ولا يلزم من ذلك دخول بلال الجنة قبل النبي صلي الله عليه وسلم، لأنه في مقام التابع، أفاده الحافظ في الفتح.