(أ) أن الأحاديث دلت على اختصاص هذه الأمة بسؤال القبر. (ب) بيان حكمة هذا الاختصاص وأن ابن القيم اختار القول بعموم المسألة لأنه ليس في الأحاديث ما ينفي المسألة عمن تقدم من الأمم. وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بكيفية امتحان هذه الأمة في القبور لا أنه نفى ذلك عن غيرهم قال: والظاهر أن كل نبي مع أمته كذلك فتعذب كفارتهم في قبورهم بعد سؤالهم وإقامة الحجة عليهم كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال وإقامة الحجة (أنظر ص ١٤١ كتاب الروح)، وقد يدل عليه قوله تعالى: "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" سورة غافر: آية ٤٦. و (جاءه ملك) تقدم في حديث أنس وغيره ويأتي في حديث أبي هريرة رقم ١٧: فأتاه ملكان. ويجمع بينهما بأنه خص هنا أحدهما بالذكر لكونه يحمل المطراق (والمطراق) آله يضرب بها كالعصى و (لا دريت إلخ) أي لا فهمت ولا عرفت الحق بنفسك ولا تبعت من يعرف ولا قرأت القرآن فاهتديت به (ثم يقمعه) من أقع أي يضربه ضربة. و (الثقلان) الجن والإنس. ومقتضاه أن كل شيء غيرهما حتى الجماد يسمع الضرب. ويمكن أن يخص منه الجماد لما في حديث أبي هريرة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: يسمعه كل دابة إلا الثقلين. أخرجه البزار (انظر ص ٥٢ ج ٣ مجمع الزوائد) و (هبل) كتعب، أي فقد عقله من شدة الخوف والجزع.