بأعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن، فأما فتنة القبر في تفتنون وعني تسألون، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوفٍ، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: في الإسلام، فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى من عند الله فصدقناه، فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله عز وجل، ثم يفرج له فرجة إلى الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقول له: هذا مقعدك منها وعلى اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله. وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا مشعوفا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل الذي فيكم؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا، فيفرج له فرجة قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، ويقال له: هذا مقعدك منها كنت على الشك وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب" أخرجه أحمد بسند رجاله رجال الصحيحين (١). {
١٥}
... (وحديث) أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل الإنسان قبره فإن كان مؤمنا أحف به عمله- الصلاة والصيام- فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده ومن نحو الصيام
(١) أنظر ص ١١٢ ج ٨ - الفتح الرباني (ما جاء في هول القبر وفتنته) وص ٤٨ ج ٣ مجمع الزوائد (السؤال في القبر) و (استطمعت) أي طلبت الطعام لفقرها .. وأحبسها: أي أشاغلها وأمنعها عن الانصراف حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم (ولا مشعوف) بالشين المعجمة والعين المهملة: من الشعف وهو شدة الفزع، ويطلق على شدة الحب.