للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وتقدم بيانه وافياً فى بحث (رؤية الله تعالى) من قسم التوحيد.
(والإسراء) والمعراج: وقعا سنة ٦٢١ ميلادية فى السنة الثانية عشرة من البعثة قبل الهجرة بسنة، ليلة الاثنين لسبع وعشرين خلت من ربيع الأول عن ما صححه بعضهم، وقيل فى رجب. وعليه عمل الناس. وقيل كانا فى رمضان.
(وقد خص الله بهما نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم. وهما ثابتان بالكتاب والسنة الصحيحة ثبوتاً لا مطمع بعده لمنكر أو متأول. قال تعالى فى الإسراء: "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو سميع البصير ". وقال تعالى فى المعراج: " ثم دنا فتدلى * فكان قارب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى ".
(ذكر) أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى ربه تعالى أو جبريل على اختلاف السلف فى معنى ذلك. وذكر سبحانه وتعالى أن هذه الرؤية لم تكن حلماً ولا خيالا، بل كانت رؤية شهود واستيقان، فقال: " ما كذب الفؤاد ما رأى ". وقال: " ما زاغ البصر وما طغى " أى ما طاش وما اضطرب.
(وقد أجمع المسلمون على وقوع الإسراء والمعراج، ونص عليهما القرآن، وجاءت بتفصيلها وشرح عجائبهما أحاديث كثيرة (منها):
١ - حديث أبى صالح باذان مولى أم هانئ بنت أبى طالب عن أم هانئ: قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلس (بفتح الغين واللام: الظلمة آخر الليل) وأنا على فراشى فقال: شعرت أنى نمت الليلة فى المسجد الحرام، فأتانى جبريل عليه السلام، فذهب بى إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل مضطرب الأذنين، فركبته فكان يضع حافره مد بصره، إذا أخذ فى هبوط طالت يداه وقصرت رجلاه، وإذا أخذ فى صعود طالت رجلاه وقصرت يداه، وجبريل عليه السلام لا يفوتنى حتى انتهينا إلى بيت المقدس، فأوثقته بالحلقة التى كانت الأنبياء توثق بها فنشر (أى بعث) لى رهط من الأنبياء فيهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فصليت بهم وكلمتهم، واتيت بإناءين: أحمر وأبيض، فشربت الأبيض. فقال لى جبريل عليه السلام: شربت اللبن وتركت الخمر، لو شربت الخمر لارتدت أمتك. ثم ركبته (يعنى البراق) فأتيت المسجد الحرام فصليت به الغداة (قالت) أم هانئ: فتعلقت بردائه وقلت أنشدك الله ابن عم ألا تحدث بها قريشاً فيكذبك من صدقك، فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدى فارتفع عن بطنه، فنظرت إلى عكنه (بضم ففتح جمع عكنة كغرفة وهى الطى فى البطن من السمن) فوق ردائه وكأنه طى القراطيس، وإذا نور ساطع عند فؤاده كاد يخطف بصرى، فخررت ساجدة. فلما رفعت رأسى إذا هو قد خرج فقلت لجاريتى نبعة: ويحك، اتبعيه فانظرى ماذا يقول؟ وماذا يقال له؟ فلما رجعت نبعه أخبرتنى أن رسول الله صلى الله =