للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عليه وسلم انتهى إلى نفر من قريش فى الحطيم (هو قوس من البناء شمال الكعبة محيط بحجر إسماعيل) فيهم المطعم بن عدى بن نوفل، وعمرو بن هشام (أبو جهل) والوليد بن المغيرة. فقال: إنى صليت الليلة العشاء فى هذا المسجد وصليت به الغداة، وأتيت فيما بين ذلك بيت المقدس فنشر لى رهط من الأنبياء منهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فصليت بهم وكلمتهم. فقال عمرو بن هشام كالمستهزئ: صفهم لى. فقال: أما عيسى ففوق الرابعة (بفتح فسكون: المعتدل) ودون الطويل، عريض الصدر، ظاهر الدم، جعد (بفتح فسكون، أى غير مترسل) الشعر، يعلوه صهبة (بضم فسكون، أى احمرار الشعر) كانه عروة بن مسعود الثقفى. وأما موسى عليه السلام فضخم آدم (أى أسمر) طويل كأنه من رجال شئوءة (قبيلة من اليمن)، كثير الشعر، غائر العينين، متراكب الأسنان، مقلص (أى منزوى) الشفتين، خارج اللثة عابس. وأما إبراهيم عليه السلام فوالله لأشبه الناس بى خلقاً وخلقاً، فضجوا وأعظموا ذلك. فقال المطعم بن عدى بن نوفل: كل أمرك قبل اليوم كان أمماً (بفتحات، أى يسيراً) غير قولك اليوم، أشد أنك كاذب، نحن نضرب أكياد الإبل إلى بيت المقدس مصعداً شهراً ومنحدراً شهراً، نزعم أنك أتيته فى ليلة، واللات والعزى لا أصدقك، وما كان هذا الذى تقول قط. وكان للمطعم بن عدى حوض على زمزم أعطاه إياه عبد المطلب فهدمه فأقسم باللات والعزى= = لا يسقى منه قطرة أبداً. فقال أبو بكر رضى الله عنه: يا مطعم، بئس ما قلت لابن أخيك جبهته (أى استقبلته بالمكروه) (وكذبته، أنا أشد أنه صادق) فقال: يا محمد، صف لنا بيت المقدس. قال: دخلته ليلا وخرجت منه ليلا، فاتاه جبريل عليه السلام فصوره فى جناحه، فجعل يقول: باب منه فى موضع كذا، وباب منه فى موضع كذا. وأبو بكر رضى الله عنه يقول: صدقت، صدقت (قالت) نبعة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ: يا أبو بكر، إن الله عز وجل قد سماك الصديق. قالوا: يا مطعم، دعنا نسأله عما هو أغنى لنا من بيت المقدس، يا محمد أخبرنا عن عيرنا. فقال: أتيت على غير بنى فلان بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم وانطلقوا فى طلبها، فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد، وإذا قدح ماء فشربت منه، فسلوهم عن ذلك فى، فقالوا: هذه واللات والعزى آية. ثم انتهيت إلى عير بنى فلان فنفرت منى الإبل وبرك منها جمل أحمر عليه جوالق مخطط ببياض، لا أدرى أكسر البعير أم لا؟ فسلوهم بعد ذلك، فقالوا هذه والإله آية. ثم انتهيت إلى عير بنى فلان بالأيواء يقدمها جمل أوراق (أى أسمر) ها هى تطلع عليكم من الثنية، فقال الوليد بن المغيرة: فيما قال، وأنزل الله تبارك وتعالى: " وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرآن ". قلت (أى قال أبو صالح): يا أم هانئ، ما الشجرة الملعونة فى القرآن؟ قالت: الذين خوفوا فلم يزدهم التخويف إلا طغياناً كبيراً. ذكره ابن سيد الناس [٨٤] ص ١٤٠ ج ١ عيون الأثر (الحديث عن الإسراء والمعراج). =