للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
٢ - وحديث ثابت البنانى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت بالبراق وهو دابة طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه (بسكون الراء، النظر والعين) قال: فركبته حتى أتيت المقدس فربطته بالحلقة التى يربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءنى جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال: أخترت الفطرة. ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ (أى قد بعث إليه بالبراق للعروج إلى السماء) (ولم يرد بعثه صلى الله عليه وسلم إلى الخلق لأنه لم يبعد أن يخفى على الملائكة بعثه إلى الخلق، فلا يعلمون به إلا ليلة الإسراء) قال: قد بعث إليه ففتح لنا، فإذا أنا بآدم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فرحب بى ودعا لى بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه. قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكرياء صلوات الله عليهما (وذلك أن أم يحيى إيشاع بنت فاقوذ، وهى أخت حنة بنت فاقوذ أم مريم. فتكون إيشاع خالة مريم وأخت حنة، يعنى يحيى وعيسى ابنا خالة بهذا الاعتبار) فرحبا بى ودعوا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة (فذكر مثل ما ذكر فى السماء الأولى والثانية)، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم، فإذا هو قد أعطى شطر الحسن، فرحب بى ودعا لى بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة (وذكر مثله) ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحب ودعا لى بخير. قال الله تعالى: " ورفعناه مكاناً علياً ". ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة (فذكر مثله)، ففتح لنا، فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم، فرحب ودعا لى بخير. ثم عرج بنا إلى السماء السادسة (فذكر مثله)، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم، فرحب ودعا لى بخير. ثم عرج بنا إلى السماء السابعة (فذكر مثله)، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور [(لا يقال) كيف يرى النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الأنبياء فى السموات وأجسادهم فى قبورهم فى الأرض (لأنا) نقول: تشكلت أرواحهم بصور أجسادهم، أو أحضرت أجسادهم لملاقاة النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فى هذه الليلة تشريفاً له وتكريماً] وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى (أى ينتهى إليها ما يعرج من الأرض) فإذا ورقها كأذان الفيلة، وإذا ثمرها كالفلال (جمع قلة وهى الجرة العظيمة) فلما غشيها من أمر الله ما غشى، تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها، فأوحى الله إلى ما أوحى، ففرض على خمسين صلاة فى كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم، فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإنى قد بلوت بنى إسرائيل وخبرتهم، فرجعت إلى ربى فقلت: يارب خفف على أمتى، فحط عنى خمساً، فرجعت إلى موسى، فقلت: حط عنى خمساً. قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك =