٣ - وحديث أبى هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتى على قوم يزرعون فى يوم ويحصدون فى يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المجاهدون فى سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، وما أنفقوا من شئ فهو يخلفه. ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع (نبت بالحجاز، له شوك كبار) والزقوم (نبات فى البادية، له زهر) ورضف جهنم (أى حجارتها المحماة) فقال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد. ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم فى قدر نضيج، ولحم آخر نئ خبيث، فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب. قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا فيأتى المرأة الخبيثة معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلال طيباً فتأتى الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى يصبح. ثم أتى على رجل قد جمع حزمه عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها. فقال: يا جبريل، من هذا؟ قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها. ثم أتى على قوم تقرض شفاهم وألسنتهم بمقارض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شئ قال: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: خطباء الفتنة. ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا يتكلم الرجل بالكلمة العظيمة فيندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع. ثم أتى على واد فوجد ريحاً طيبة ووجد ريح مسك مع صوت، فقال: ما هذا؟ قال: صوت الجنة تقول: يارب ائتنى بأهلى وبما وعدتنى فقد كثر غرسى وحريرى وسندسى وإستبرقى =