للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وحديث) ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا موتانا فتؤذوا أحياءنا. أخرجه أحمد بسند جيد (١). {٥٩١}

(وحديث) عمران بن أنس المكي عن عطاء عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم. أخرجه أبو داود وابن حبان والبيهقى والترمذى وقال: حديث غريب سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: عمران بن أنس منكر الحديث. وقال العقيلى: لا يتابع على حديثه (٢). {٥٩٢}

فهذه الأحاديث تدل بظاهرها على منع سب الأموات مطلقا. لكن هذا العموم مخصوص بغير الكافر والمنافق. فإن المؤمن الفاسق وإن جاز ذكر مساوية حال حياته ليجتنبها ويحذره الناس لا يجوز ذكرها بعد وفاته، إذ لا فائدة فيه حينئذ، خصوصا مع احتمال أنه مات تائبا. (ولذا) قال الجمهور: لا يجوز لعن يزيد بن معاوية والحجاج الثقفي وغيرهما ممن كثر شره والميت الذي ذكر بالشر عند النبي صلى الله عليه وسلم كان من المنافقين لما تقدم في رواية الحاكم أنه كان يبغض الله ورسوله. (٣)


(١) انظر ص ٤٩ ج ٨ - الفتح الربانى (النهى عن سب الأموات) (فتؤذوا) أى فيتسبب عن الأموات أذية الأحياء من قرابتهم وليس هذا قيدا فى النهى فلا يجوز سب الأموات وإن لم يكن لهم قريب أو كان ولا يتأذى بسبهم أو لم يبلغه، لأن علة النهى المرحمة قطعا.
(٢) انظر ص ٢٧٥ ج ٤ عون المعبود (النهى عن سب الموتى) وص ٧٥ ج ٤ بيهقى (والمساوى) جمع مسوى - بفتح الميم والواو - مصدر ميمى وصف به ثم جمع. أو اسم مكان.
(٣) انظر رقم ٥٨٩ ص ٤٢٧