للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) الحنفيّون: المسجد إذا خرب ودَثرَ ولم يبق حوله جماعة. والمقبرة إذا عَفتْ وَدَثرَتْ تعود ملكاً لأربابها. وجاز أن يُبنى موضعَ المسجد دار، وموضعَ المقبرة مسجدٌ وغيرُ ذلك. فإن لم يكن لها أرباب تكون لبيت المال. هذا. وإذا نبشت المقبرة ونقل ترابها ولم يكن هناك نجاسة تخالط أرضها جازت الصلاة فيها.

(٣) يجوز جعل الكنائس والبيع مساجد " لحديث " عثمانَ بن أبى العاِص أن النبى صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعلَ مسجد الطاِئف حيث كان طواغيُتهم أخرجه أبو داود وابن ماجه والحاكم بسند جيد (١). {٣٢٨}

وكذلك فعل الصحابة والسلف الصالح لما فتحوا البلاد. حوَّلوا كنائسها مساجد ومدارس انتهاكاً للكفر ومحواً لأثره.

(٤) يسن لمن أراد دخول المسجد أن يدخل برجله اليمنى ويصلىَ ويسلم على النبى صلى الله عليه وسلم وأن يدعوَ بما فى حديث من هذه الأحاديث:

١ - حديث أبى حُمْيدٍ وأبى أسيْد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أحدُكم المسجد فَلْيُسلِّمْ على النبى صلى الله عليه وسلم ثم لْيَقُلْ: اللهم افتح لى أبواب رحمتك. وإذا خرج فليقل: اللهم عن أسألك من فضلك. أخرجه أبو داود وابن ماجه (٢). {٣٢٩}

٢ - حديث فاطمةَ بنتِ الحُسين عن جدّتها فاطمةَ الزهراء قالتْ: كان


(١) ص ٤٧ ج ٤ - المنهل العذب (بناء المساجد) وص ١٣٠ ج ١ - سنن ابن ماجه (أين يجوز بناء المساجد؟ ) و (طواغيتهم) جمع طاغوت. يطلق على الشيطان والصْم وهو المراد هنا. والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعل المسجد فى المكان الذى كانت فيه أصنامهم.
(٢) ض ٧٣ ج ٤ - المنهل العذب (فيما يقول الرجل عند دخول المسجد) وص ١٣٤ ج ١ - سنن ابن ماجه (الدعاء عند دخول المسجد).