للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مظان الحدث، وأن صورته تشبه صورة الاختلاف المنهى عنه بقوله صلى الله عليه وسلم للمصلين: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم (١) (ثالثها) أن يكون فى المسجد لا ينتظر صلاة. فلا يكره التشبيك، لحديث أبى هريرة السابق.

(رابعها) أن يكون فى غير المسجد، فلا يكره بالأولى " ولحديث " أبى موسى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمنَ للمؤمن كالبُنيان يشُدّ بعضُه بعضاً، وشبّك بين أصابعه. أخرجه البخارى (٢). {٤٠١}

(قال) الحافظ: حديث أبى موسى دال على جواز التشبيك مطلقاً. وحديث أبى هريرة دال على جوازه فى المسجد فهو فى غيره أجوز (٣).

(٣٣) ويكره تحريماً اتخاذ المسجد طريقاً لغير عذر. كأن لا يجد طريقاً غيره أو يكون إماماً بابه إلى المسجد " لقول " النبى صلى الله عليه وسلم: لا يَبقينّ فى المسجد بابٌ إلا سُدّ إلا بابَ أبى بكر. أخرجه البخارى. (٤) {٤٠٢}

(ولذا) قال الحنفيون: يَفسُق م اعتاد المرور فيه لغير عذر بلانية اعتكاف، بخلاف ما لو مرّ فيه مرة أو مرتين أو نوى الاعتكاف فلا يَفسُق.

(قالت) المالكية: يكره كثرة المرور فيه إن كان بناؤه سابقاً على


(١) هذا بعض حديث أخرجه أحمد عن البراء بن عازب (ص ٣١٠ ج ٥ - الفتح الربانى) وأبو داود (ص ٥٤ ج ٥ - المنهل العذب - تسوية الصفوف).
(٢) ص ٣٧٨ ج ١ فتح البارى (تشبيك الأصابع فى المسجد وغيره).
(٣) ص ٣٧٨ ج ١ فتح البارى (تشبيك الأصابع فى المسجد وغيره).
(٤) هو بعض حث لفظه عند البخارى: عن أبى سعيد الخدرى قال: خطب النبى صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تعالى خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله تعالى. فبكى أبو بكر رضى الله عنه. فقلت فى نفس ما يبكى هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله عز وجل. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد. وكان أبو بكر أعلمنا. قال يا أبا بكر: لا تبك إن أمن الناس على فى صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً من أمتى خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين فى المسجد الخ انظر ص ٣٧٤ فتح البارى " وأما " حديث ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: سدوا الأبواب إلا باب على " فقد أخرجه " الترمذى وقال: فري. وقال الحاكم: تفرد به مسكين بن بكير الحرانى عن شعبة. وقال البخارى: حديث إلا باب أبى بكر أصح