للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو ثلاث درجات قل أن يُسمع الخطيبُ الجميع أو أكثرهم (فالجواب) أن من كان على منبر على هو الذى لا يسمعهم لكونه بعيداً عنهم فكأنه فى سطح وحده، وهذا مشاهد ألا ترى أن الخطيب على هذا المنبر العالى كثير من الناس لا يسمعونه وإذا دخل فى الصلاة سمعوا قراءته أكثر من خطبته، وما ذاك إلا لكونه فى الصلاة واقفاً معهم على الأرض. وفى حال الخطبة لم يكن معم كذلك (١).

(١٣) ومنها فرش المنبر بسجادة وغيره.

(قال) ابن الحاج: وليحذر أن تفرش السجادة وغريها على المنبر ودرجة، لأنه بدعة إذ لم يأت عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا السلف وليس بموضع صلاة، فهو من الترفه يطلب تركه (٢).

(١٤) ومنها وضع الأعلام على جانبى المنبر والستائر على بابه، فإنه أمر محدث لم يكنم فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح وقد يمنع من رؤية الخطيب. والسنة النظر إليه حال الخطبة (قال) على رضى الله عنه وهو على منبر الكوفة: إذا كان يومُ الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق. فيرمون الناس بالرباثث ويثبطونهم عن الجمعة. وتغْدو الملائكةُ فتجلس على باب المسجد فيكتبون الرجلَ من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإمام. فإذا جلس الرجل مجَلساً يسْتمكنُ فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغُ، كان له كفْلان م أجر (الحديث) وفيه: ثم يقول فى آخر ذلك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك أخرجه أبو داود والبيهقى (٣). {٤٢٠}

(قال) ابن الحاج وليحذر من جعل الأعلام السود على المنبر حال الخطبة فإنه من البدع وتقييد الأعلام بالسود لا مفهوم له فإن وضع أعلام عل المنبر


(١) ص ٧٨ ج ٢ مدخل (المنبر العالى).
(٢) ص ١٢٤ منه (فرش السجادة على المنبر).
(٣) ص ١٩٢ ج ٦ - المنهل العذب (فضل الجمعة). وص ٢٢٠ ج ٣ - السن الكبرى (الإنصات للخطبة .. ) و (الرباثث) جمع ربيثة وهى الأمر يحبس الإنسان عن مهامه.