للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) عمران بن حصين: ما سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفراً قط إلا صلى ركعتين حتى يرجع، وشهدت معه حنيناً والطائف فكان يصلى ركعتين. ثم حججت معه واعتمرت، فصلى ركعتين. ثم قال: يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر، ثم حججت مع ابى بكر واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين، ثم قال: يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر، ثم حججت مع عمر واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين، ثم قال: أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر، ثم حججت مع عثمان واعتمرت فصلى ركعتين، ثم إن عثمان أتم بمنى. أخرجه أبو داود الطيالسى والبيهقى (١). [٦١].

(وقال) جابر: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة. أخرجه أحمد وأبو داود وابن حبان والبيهقى وقال: تفرد معمر بروايته سنداً (٢). [٦٢].

(ومشهور) مذهب الشافعية أن من أقام ببلد ينتظر قضاء حاجة يقصر الصلاة إلى ثمانية عشر يوماً (لما تقدم) عن عمران بن حصين قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدت معه الفتح، فأقام بمكة ثمان عشرة ليلة لا يصلى إلا ركعتين ويقول: يا أهل البلد صلوا أربعاً فإنا قوم سفر. أخرجه الشافعي مطولا وأبو داود (٣). [٦٣].

(وعن) ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام سبع عشرة بمكة يقصر الصلاة. قال ابن عباس: ومن أقام سبع عشرة قصر، ومن أقام


(١) ص ١١٥ مسند الطيالسى. وص ١٣٥ ج ٣ سنن البيهقى (رخصة القصر فى كل سفر لا يكون معصية). و (سفر) بفتح فسكون، أى مسافرون.
(٢) ص ١١١ ج ٥ الفتح الربانى. وص ٩٦ ج ٧ المنهل العذب (إذا اقام بأرض العدو يقصر) وص ١٥٢ ج ٣ سنن البيهقى (من قال يقصر ابداً ما لم يجمع مكثاً) وتبوك بفتح فضم: موضع بين المدينة والشام، وبه كان آخر غزوة غزاها النبى صلى الله عليه وسلم، جاءها وهم ينزحون ماءها بقدح فقال: ما زلتم تبكونها (بشد الكاف، أى تزحمون عليها) وقد صالح النبى صلى الله عليه وسلم أهلها على الجزية.
(٣) ص ١١٣ ج ١ بدائع المنن. وتقدم رقم ١٠٥ ص ٧٤ ج ٣ (علم المأموم بحال إمامه).