للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صالحاً ورعاً قنوعاً غير متجاهر بمعصية ولا مرتكباً مخالفة، عاملا بما يقول، فإن ذلك أدعى إلى قبول موعظته والعمل بها. قال الإمام أبو الأسود الدؤلى رضى الله عنه:

يأيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذى السقام وذى العنا (١) ... كيما يصح به وأنت سقيم

ونراك تصلح بالشاد عقولنا ... أبداً وأنت من الرشاد عديم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

وهناك يقبل ما تقول ويشتفى ... بالقول منك وينفع التعليم

لا تنه عن خلق وتأتى مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

(وقد) حذر الله تعالى من القول بلا عمل فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ؟ . كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} (٢)

مكروهات الخطبة:

يكره فيها ترك سنة منهذه السنن، وتغميض الخطيب عينيه، ودقة المنبر بما فى يده من قوس أو عاً؛ فإن هذا باطل لا أصل له وبدعة قبيحة.

دويكره- عند مالك والشافعى وجماعة - رفع يديه حال الدعاء بل يقتصر على رفع السبابة (لقول) حصين بن عبد الرحمن السلمى: كنت إلى جنب عمارة ابن رؤيبة السلمى وبشر يخطبنا، فلما دعا رفع يديه فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب إذا دعا يقول هكذا ورفع السبابة وحدها. أخرجه أحمد ومسلم والبيهقى والثلاثة: وقال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح (٣). [٢٠٨].


(١) العناء: المشقة. يقال: عنى يعنى من باب تعب إذا أصابه مشقة.
(٢) سورة الصف: آية ٢، ٣.
(٣) ص ٩٣ ج ٦ الفتح الربانى. وص ١٦٢ ج ٦ نووى مسلم. وص ٢١٠ ج ٣ سنن البيهقى (يدعو فى خطبته). وص ٢٦٨ المنهلالعذب (رفع اليدين على المنبر) وص ٢٠٩ ج ١ مجتبى (الإشارة فىالخطبة) وص ٢٦٨ ج ١ تحفة الأحوذى (كراهية رفع الأيدى علىالمنبر) و (بشر) هو ابن الحكم ابن أبى العاص بن أمية.