للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشَّمسَ والقَمَر آيتان من آياتِ الله يُخَوِّف بهما عِبَادَه، فإِذا رَأَيْتُم ذلك فَصَلُّوا كأَحْدَثِ صلاةٍ صَلَّيْتُمُوها مِنَ المكْتُوبة. أَخرجه أَحمد وأَبو دادود والنسائى والحاكم والبيهقى بسند صحيح (١) {١٢٥}.

(وكان) ذلك بعد صلاةِ الصُّبْح " لقول " ثعلبةَ بن عَبَّادِ الْعَبْدِىّ: شَهِدْتُ يوماً خطبة لسَمُرَة بن جُندب فقال: بينما أَنا وغُلام مِنَ الأَنصار نَرْمِى غَرَضَيْن لنا حتى إِذا كانت قَيْدَ رُمْحَيْن أَوْ ثلاثة فى عَيْن النَّاظِر من الأُفُق، اسْوَدَّتْ حتى آضت كأَنَّهَا تَنُّومة، فقال أَحَدُنا لصاحِبه: انْطَلِقْ بِنَا إِلى المسجد، فَوَالله لَيُحْدِثَنَّ شَأْنَ هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فى أُمَّتِه حَدَثاً، فَدَفَعْنَا فإِذا هُوَ بارِز، فاستقدم فصَلَّى فَقَامَ بنا كأَطْوَل ما قامَ بنا فى صَلاةٍ قَط، لآ نَسْمَعُ له صَوْتاً. ثم ركَعَ بنا كأَطْوَل ما ركَعَ بنا فى صَلاةٍ قَط، لآ نَسْمَعُ له صَوْتاً. ثم سَجَدَ بنا كأَطْوَل ما سَجَدَ بنا فى صلاةٍ قَط، لآ نَسْمَعُ له صَوْتاً. ثم فَعَلَ فى الرَّكْعَةِ الأُخرى مثل ذلك، فوافق تَجَلِّى الشمس جُلُوسَهُ فى الركعةِ الثانية، سَلَّم (الحديث) أَخرجه الشافعى وأِحمد والبيهقى والطبرانى والأَبعة. وقال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح (٢) {١٢٦}.


(١) ص ١٩٣ ج ٦ الفتح الربانى، وص ٣٣ ج ٧ المنهل العذب، وص ٢١٩ ج ١ مجتبى (نوع آخر)، وص ٣٣٣ ج ١ مستدرك، وص ٣٣٤ ج ٣ سنن البيهقى (من صلى فى الخسوف ركعتين).
(٢) ص ١٨٢ ج ١ بدائع المنن، وص ١٨٩ ج ٦ الفتح الربانى، وص ٣٣٩ ج ٣ سنن البيهقى (الخطبة بعد صلاة الكسوف)، وص ٢٠٩ ج ٢ مجمع الزوائد (باب الكسوف)، وص ٢١٨ ج ١ مجتبى (نوع آخر)، وص ٢٩ ج ٧ المنهل العذب، وص ١٩٧ ج سنن ابن ماجه (صلاة الكسوف)، وص ٣٩٣ ج ١ تحفة الأحوذى (كيف القراءة فى كسوف). وقد ذكره مختصراً بلفظ: عن سمرة بن جندب قال: صلى بنا النبى صلى الله عليه وسلم فى كسوف لا نسممع له صوتا. و (حتى آضت) أى صارت " كأنها تنومة " بفتح فشد، نوع من البنات فيه وفى ثمره سواد قليل " فدفعنا " أى أسرعنا على المسجد (فإذا هو) أى رسول الله صلى الله عليه وسلم " بارز " أى خارج " فاستقدم " أى تقدم للصلاة.