للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(جـ) الاستسقاءُ بالدعاءِ فى غير المسجد بلا صلاة (قال) جابر بن عبد الله: أَتَت النبىَّ صلى الله عليه وسلم بواكى فقال: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيئاً مَرِيعاً عاجِلاً غير آجل نافعاً غير ضار، فأَطْبَقت عليهم السمَّاء. أَخرجه أَبو داود والحاكم وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شَرْطِ الشَّيْخَين (١) {١٥٣} (وعن) عُمَيْر مَوْلى آبى اللحم أَنَّهُ رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقى عند أَحجار الزَّيت قريباً من الزَّوْرَاءِ يَسْتَسْقى رافِعاً يَدَيْهِ قِبَلَ وَجْهه لا يُجَاوِزُ بهما رَأْسَهُ. أَخرجه أحمد والثلاثة بسَنَدٍ رجاله موثقون (٢) {١٥٤}.

(ولذا) قال أَبُو حنيفة: لا صلاةَ فى الاستسقاءِ بجماعةٍ مسنونةٍ بل مَنْدُوبة، لعدم المواظَبَةِ عليها، ولا خُطْبَةَ لأَنها تبع الجماعة، بل الاستسقاءُ دعاءٌ واستغفارٌ بأَنْ يقُومَ الإِمامُ مُستقبل القِبْلَة يَدْعُو رافعاً يَدَيْه والناس قُعُود مُسْتَقْبلون يُؤَمِّنُون على دُعَائِه بما تَقَدَّم. وبما فى حديث عَمْرو ابن شُعيب عن أَبيه عن جَدِّه قال: كانَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم إِذا اسْتَسْقَى قال: اللَّهُمَّ اسْق عِبَادَك وبَهَائِمكَ وانْشُرْ رَحْمَتَكَ وأَحْى بلَدَكَ الميِّت. أَخرجه مالك وأَبو داود والبيهقى بسَنَدٍ جيد (٣) {١٥٥}.

(قال) البدر العينى: اعْلَمْ أَنَّ أَبا حَنِيفَة قال: ليس فى الاستسقاءِ


(١) ص ١٠ ج ٧ المنهل العذب (رفع اليدين فى الاستشقاء) وص ٣٢٦ ج ١ مستدرك (كتاب الاستسقاء).
(٢) ص ٢٤٧ ج ٦ الفتح الربانى، وص ٨ ج ٧ المنهل العذب (رفع اليدين فى الاستسقاء) وص ٢٢٥ ج ١ مجتبى (كيف يرفع)، وص ٣٩٠ ج ١ تحفة الأحوذى. و (آبى اللحم) بالمد اسم فاعل من أبى، أى امتنع، لقب بذلك لأنه كان لا يأكل مما ذبح للأصنام. و (أحجار الزيت) موضع بالمدينة، سمى بذلك لسواد أحجاره. و (والزوراء) بفتح فسكون: موضوع عند سوق المدينة.
(٣) ص ٣٤٤ ج ١ زرقانى الموطإ، وص ١٨ ج ٧ المنهل العذب (رفع اليدين فى الاستسقاء).