للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - تكرير الاستسقاء:

إِذا خَرَجَ القوم للاستسقاءِ فسُقُوا فَبِهَا، وإِلاَّ عادُوا فى اليوم الثانى والثالث عند الأَئِمة الأَربعة والجمهور (وقال) إِسحاق: لا يَخْرُجُونَ إِلاَّ مَرَّةً واحدةً، لأَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم لم يَخْرُجْ إِلاَّ مَرَّةً واحدةً. ولكن يجتمعون فى المساجد ويذكُرُونَ الله تعالى ويَدْعُونَ ويستغفرون بعد الصلاة ويَدْعُو الإِمام يوم الجمعة على المنبر ويُؤَمِّن النَّاسُ.

(وأَجاب) الجمهور بأَنَّ الخروج أَبلغ فى الدعاءِ فى الدعاءِ والتَّضَرُّع.

(والنبى) صلى الله عليه وسلم لم يخرج ثانياً لا ستغنائِه عن الخروج بإِجابتِه أَوَّل مَرَّة. وإِنْ تَأَهَّبُوا للخروج فسُقُوا قبل خروجهم لم يَخْرُجُوا وشَكَرُوا الله على نِعَمِه، وسأَلُوه المزيد من فَضْلهِ. وإِنْ خرجوا فسُقُوا قبل أَن يُصَلُّوا صَلُّوا شُكْراً لله وحمدوا وَدَعُوا. أَفاده ابن قدامة.

٥ - الاستسقاء بالأحياء الصالحين:

يُسْتَحَبّ الاستسقاءَ بأَهْل الصَّلاح والتقوى " روى " أَنَس أَنَّ عُمَر ابن الخطاب كان إِذا قُحِطُوا اسْتَسْقَى بالعباس ابن عبد المطلب فقال: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِليك بنبينا فتسْقِينا، وإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِليك بعَمِّ نَبِيِّكَ فاسْقِنَا، فَيُسْقَوْن. أَخرجه البخارى (١) {٢٦}.

(وروى) أَنَّ معاوية خرج يَسْتَسْقِى، فَلضمَّا جَلَسَ على المنبر قال: أَيْنَ يَزِيد بن الأَسْوَد الجرشى؟ فقَامَ يَزِيدُ، فدعاهُ مُعاوية فأَجْلَسَهُ عند رِجْلَيْهِ ثم قال: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِليك بخَيْرِنا وأَفْضَلِنَا، يزيد بن الأَسْوَد. يا يَزِيد ارْفَعْ يَدَيْكَ، فرفَعَ يَدَيْهِ ودَعَا الله تعالى، فَثَارَتْ فى


(١) ص ٣٣٩ ج ٢ فتح البارى (سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا) وقحطوا بضم فكسر، أى أصابهم القحط.