الأفضل صلاتها في المسجد جماعةً، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه صَلُّوها به جماعةً (قالت) عائشة رضِيَ الله عنها: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من جَوْفِ الليل فَصَلَّى في المسجد فَثَابَ رِجَالٌ فَصَلُّوا معه بصَلاتِه، فلما أصبح الناس تحدثوا أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد خرج فَصَلَّى في المسجد من جَوْفِ الليل، فاجتمعَ الليلةَ المقبلة أكثر منهم. قالت: فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم فصلى وصلوا معه بصلاته. ثم أصبح فتحدثوا بذلك، فاجتمع الليلة الثالثةَ ناسٌ كثيرٌ حتى كَثُر أهل المسجد، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من جَوْفِ الليل فَصَلى فصلوا معه. فلما كانت الليلة الرابعة اجتمعَ الناس حتى كادَ المسجدُ يعجزُ عن أهلهِ، فجلس النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلمْ يخرجْ حتى سمعتُ ناساً منهم يقولون: الصلاة الصلاة، فلم يخرج إليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا صلى صلاة الفجر سلم ثم قام في الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخفَ علىَّ شأنكُم الليلة، ولكني خشيتُ أن تفرضَ عليكُم فتعجزوا عنها. أخرجه البيهقي وأحمد والشيخان (١){١٨٥}.
(وَرَوَى) مُسْلم بن خالد عن العلاءِ بن عبد الرحمن عن أَبيه عن أَبي هُريرةَ قال: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فإذا أُنَاسٌ في رمضانَ يُصَلُّون في ناحيةِ المسجد. فقال: ما هؤلاءِ؟ فقيل: هؤلاءِ ناسٌ ليس معهم قرآن وأُبيّ بن كَعْب يُصَلّي وهم يصلون بصلاته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصابوا ونعم ما صنعوا. أخرجه محمد بن نصر
(١) ص ٤٩٣ ج ٢ سنن البيهقي (قيام رمضان)، وص ٦ ج ٥ الفتح الرباني. وص ١٨١ ج ٤ فتح الباري (فضل من قام رمضان)، وص ٤٢ ج ٦ نووي مسلم (الترغيب في صلاة التراويح). و (ثابوا) أي رجعوا الى المسجد بعد خروجهم منه.