للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أنه خلف الدنيا وراء ظهره وأقبل على مولاه يناجيه، ثم ما فيها من الخضوع والندم والتذلل بين يدي المولى الكريم بالركوع والسجود، إلى غير ذلك مما احتوت عليه من المعاني الجليلة، ليس هذا موضع ذكرها. فلما أن فرغ من تحصيل هذه الفضائي الجمة، حينئذٍ أمره صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم بالدعاء (١).

٢ - استخارة السجة:

يعملها صاحب الحاجة أو تعمل له. وطريقتها أن يأخذ الشخص مسبحة فيتمتم عليها بحاجته، ثم يحصر بعض حباتها بين يديه وبعدها. فإن كانت فردية عدل عما نواه. وإن كانت زوجية اعتبر ما نواه خيراً وسار فيه. ولعمري ما الفرق بين هذه الطريقة وما كان يتبع في الجاهلية الأولى من إطلاق الطير في الجو وهو ما سماه الشرع الشريف بالطيرة ونهى عنها.

٣ - استخارة الفنجان:

يعملها عادةً غير صاحب الحاجة ويقوم بعملها رجلٌ أو امرأةٌ. وطريقتها أن يشرب صاحب الحاجة القهوة المقدمة غليه ثم يكفي الفنجان وبعد قليل يقدمه لقارئه فينظر فيه بعد أن أحدثت فضلات القهوة به رسوماً وأشكالاً مختلفة، شأنها في ذلك شأن كل راسب في أي إناءٍ إذا انكفأ، بل إن مجرد صب الماء على أرض متربة يحدث بها صوراً وأشكالاً هندسية وجغرافية يعجز عنها أصحاب الفن، فيتخيل ما يريد، ثم يأخذ في سرد حكاياتٍ كثيرةٍ لصاحب الحاجة، فلا يقوم من عنده إلا وقد امتلأت رأسه بهذه الأسطورة.


(١) ص ٩٠ ج ٣ المدخل (الاستخارة والمشاورة).