للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسَعِد سعادة أبدية ووضع الرجاء موضعَه. وأما ظن المغفرة والعفو مع الإصرار على المعصية فذلك محض الجهل والغرور. (روى) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الإيمانُ بالتمني ولكن ما وَقَرَ في القلب وصدقه العمل وإن قوما ألههم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم وقالوا نحن نُحسِنُ الظن بالله تعالى وكَذّبوا لو أحسنوا الظنَّ لأحسنوا العمل " أخرجه البخاري في تاريخه والديلمى في مسند الفردوس تفرد به عبد السلام بن صالح لعابد قال ابن عدى مجمع على ضعفه انظر ص ٣٣٥ رقم ٧٥٧٠ ج ٥ فيض القدير {٤٨}

وعلى الجملة فحسن الظن المعتبر مستلزم لحسن العمل (لحديث) أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حسنُ الظن من حسن العبادة " أخرجه أبو داود والحاكم وابن حبان والترمذى وفيها مهنأ أبو شبل قال أبو داود ثقة بصري (١) {٤٩}

وأما حسن الظن بلا عمل فهو الطمع المذموم الواردُ فيه قول الله تعالى في الحديث القدسي: ما أقل حياء مَن يطمع في جنتي بغير عملِ كيف أجود برحمتي على من بَخِلَ بطاعتي؟ {٥٠}

فيجب على المرء أن يجتهد في طاعة الرحمن موقنا بالقبول والغفران فقد وعد الله بذلك وهو لا يُخلف الميعاد. ومن اعتقد أو ظن خلافَ ذلك فهو آيس من رحمة الله. وهذا من الكبائر وإن مات على ذلك وُكِلَ إلى ظنه (وقد) ورد في هذا أحاديث منها (حديث) جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحسْن بالله الظنَّ فإن قوما قد أرادهم سوء ظنهم بالله عز وجل. وذلكم ظنُكم الذي ظننتم بربكم أرْدكم فأصبحتم من الخاسرين " أخرجه أحمد وعبد الرازق وابن آبى الدنيا (٢) {٥١}


(١) انظر ص ٤٥٥ ج ٤ عون المعبود (حسن الظن).
(٢) انظر ص ٣٩ ج ٧ - الفتح الرباني (وذلكم ظنكم) آي هذا الظن الفاسد وهو اعتقادكم أن الله تعالى لا يعلم كثيرا مما تعملون هو الذي أهلككم فأصبحتم من الخاسرين في مواقف القيامة وخسرتم أنفسكم وأهليكم (قال) ابن مسعود: اجتمع عند البيت (الكعبة) ثلاثة نفر كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول؟ فقال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا (وقال) الآخر إن كان يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وذلكم ظنكم (الآية) أخرجه أحمد والشيخان والترمذى وقال حسن صحيح. انظر ص ١٧٨ ج ٤ تحفة الأحوذى (سورة السجدة).