للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة النبي صلى الله عليه وسلم فرايته ينظر إليه وعرفت انه يحب السواك فقلت آخذه لك؟ فاشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه. وقلت: الينه لك؟ فاشار برأسه أن نعم، فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو عليه فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول: لا اله إلا الله إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده. أخرجه الستة ألا ابا داود (١) {٧٠}

وفى رواية مسلم: اللهم اغفر لي وارحمني والحقنى بالرفيق الأعلى (٢) (والمراد) بالرفيق الأعلى: الملائكة أو المذكورون في قوله تعالى " وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً " (٣) قال السهيلى: فهذه آخر كلمة تكلم بها عليه الصلاة والسلام. وهى تتضمن معنى التوحيد الذي يجب أن يكون آخر كلام المؤمن لأنه قال " مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيُهمُ " وهم أصحاب الصراط المستقيم وهم أهل لا اله إلا الله.

قال تعالى " اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {٦} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ " ثم بين في الآية المتقدمة من الذين أنعم الله عليهم فذكرهم وهم الرفيق الأعلى الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم حين


(١) انظر ص ١٠٢ ج ٨ فتح الباري (مرضى النبي صلى الله عليه وسلم) (وسحري) بفتح فسكون في الأصل الرثة المراد به هنا الصدر و (نحري) بفتح فسكون موضع النحر. و (عبد الرحمن) هو ابن آبى بكر (فآمره) بشد الراء آي أداره في فمه (والركوة) بتثليث الراء إناء يصنع من الجلد و (العلبة) بضم فسكون القدح الضخم يتخذ من جلد الإبل. والشك من عمر بن سعيد الراوي عن ابن آبى مليكة.
(٢) انظر ص ٢٠٨ ج ١٥ نووي.
(٣) النساء: ٦٩ (والرفيق): المكان الذي تحصل المرافقة فيه مع المذكورين وقال الجوهري: الرفيق الأعلى: الجنة (وهذه) الأحاديث ترد على الرافضة زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى على رضى عنه. قال الأسود بن زيد: ذكروا عند عائشة أن عليا رضى الله عنهما كان وصيا فقالت: متى أوصى إليه؟ وقد كنت مسننه إلى صدري أو حجري فدعا بالطست فلقد انحنث في حجري فما شعرت أنه قد مات فمتى أوصى إليه. أخرجه الستة إلا أبا داود " انظر ص ٢٢٣ ج ٥ فتح الباري " " الوصايا " وقال طلحة بن مصرف: سالت عبد الله بن أبى أوفى هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى فقال لا فقلت كيف كتب على الناس الوصية أو مروا بالوصية؟ قال أوصى بكتاب الله. أخرجه الستة إلا أبا داود. انظر ص ٢٣١ ج ٥ فتح الباري، أراد بالنفي الأول الوصية التي زعم بعض الشيعة أنه النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة إلى على رضى الله عنه، وقد تبرأ على من ذلك فقد قيل له أعهد إليك النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم بعهده إلى الناس، فقال لا والذي فلق الحبة وبرا النسمة ما عندنا إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة.