للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من التوبة وغيرها من الخير وينبغي له المحافظة على ذلك. قال الله تعالى " وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً " (١)

والوفاء بالوعد من صفات المؤمنين المفلحين. قال الله تعالى فيهم " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ " (٢) هذا والمحتضر من حضرته الوفاة وقرب موته وقد دلت الأحاديث الصحيحة أنه كان صالحا ذكرا كان أم أنثى شاهد حال احتضاره ملائكة الرحمة ورأى مكانه من الجنة، وإن كان فاجرا تحضره ملائكة العذاب ويرى مكانه من النار (قال) عطاء بن السائب: سمعت عبد الرحمن بن آبى ليلى يقول: حدثني فلا بن فلان أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " فأكب القوم يبكون قال " ما يبكيكم؟ فقالوا إنا نكره الموت قال " ليس ذلك ولكنه إذا حضر " فأَمَّا إنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحُ وَرْيحاَنُ وَجَنَّةُ نَعيِم " فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله للقائه أحب " وَأمْا إنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذَّبِينَ الضَّالَّينَ فَنُزلُ مِنْ حَمِيمِ وتَصْلِيةُ جَحِيمِ " فإذا بشر بذلك يكره لقاء الله والله للقائه أكره " أخرجه أحمد والطبرانى بسند رجاله رجال الصحيحين (٣).

{٢٥٢}


(١) الاسراء: ٣٤.
(٢) المؤمنون: ٨
(٣) انظر ص ٣٣ ج ٧ - الفتح الربانى (ذكر الموت والاستعداد له) وص ٣٢٠ ج ٢ مجمع الزوائد (فيمن أحب لقاء الله) و (فلان) يريد اسم الصحابى وجهالته لا تضر (وحضر) بضم فكسر أى دنا موته. و (المقربين) هم الذين تحلوا بالأوامر والكمالات وتخلوا عن المحرمات والمكروهات وتركوا بعض المباحات (فروح) بفتح فسكون. أى راحة ورحمة وفرح (وريحان) بفتح فسكون. أى رزق فى الجنة (وجنة نعيم) أى فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت وولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والمعنى أن الملائكة تبشرهم بما ذكر عند الموت .. وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق والبعث (الضالين) عن الهدى فهم اصحاب الشمال (فى) له (نزل) أى منزل (من حميم) وهو الماء الذى تناهت حرارته يصهر به ما فى بطونهم والجلود (وتصليه جحيم) معطوف على نزل أى أنه يصلى نارا حامية تغمره من جميع جهاته فوق ماذاقه من الم الحميم والبشرى تكون فى الخير حقيقة وفى الشر تهكما.