للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا مال له ومات عازما على القضاء فقد ورد ما يدل على إن الله تعالى يقضى عنه، وكذا من مات محبا قضاء دينه وإن كان له مال ولم يقض منه الورث فإن الله تعالى يقضى عنه.

(روى) أبو أمامه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تداين بدين وفى نفسه وفاؤه ثم مات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء. ومن تداين بدين وليس فأعقبني نفسه وفاؤه ثم مات اقتض الله عز وجل لغريمه منه يوم القيامة. أخرجه الطبرانى فأعقبني الكبير وفيه بشر بن نمير وهو متروك (١). {٣٥٤}

(وعن) عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يدعو الله صاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يديه. فيقال: يابن آدم فيم أخذت هذا الدين؟ وفيم ضيعت حقوق الناس؟ فيقول: يا رب إنك تعلم أنى أخذته فلم آكل ولم أشرب ولم البس ولم أضيع ن ولكن أنى على أما حرق وإما سرق وإنا وضيعه، فيقول الله تعالى: صدق عبدي، وأنا أحق من قضى عنك، فيدعو الله بشيء فيضعه فأعقبني كفه ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمته ". أخرجه أحمد أسعده والطبرانى وأعقبني نعيم فأعقبني الحلية بأسانيد أحدها حسن (٢) {٣٥٥}

(هذا) ولأهمية الدين لكونه من حقوق العباد وهى مبنية على المشاحة، عد النبي صلى الله عليه وسلم عدم قضائه من أعظم الذنوب. وكان صلى الله عليه وسلم لا يصلى على من مات مدينا.

(روى) أبو موسى الأشعرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أعظم


(١) انظر ص ٥٣ ج ٤ نيل الأوطار.
(٢) انظر ص ٥٤ منه.