للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يأتي البراز حتى يغيب فلا يرى. أخرجه ابن ماجه بسند رجاله رجال الصحيح (١) {١٠١}.

فالحديث يدل على مشروعية الأبعاد لمن يريد قضاء الحاجة، لإخفاء ما يستقبح سماعه أو رائحته.

(وعن أبي هريرة) أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من أتى الغائط فليستتر، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم. من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج. أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم والبيهقي (٢) {١٠٢}.

(وفي الحديث) الأمر بالتستر معللا بأن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم. وذلك أن الشيطان يحضر مكان قضاء الحاجة لخلوه عن الذكر الذي يطرد به. فإذا حضر أمر الإنسان بكشف العورة، وحسن له البول في المواضع الصلبة التي هي مظنة رشاش البول. فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاضي الحاجة


(١) انظر ص ٧٢ ج ١ ابن ماجه (التباعد للبراز في القضاء). و (البراز) بفتح الباء الموحدة، اسم للفضاء الواسع من الأرض، كني به عن حاجة الإنسان كما كنى عنها بالغائط والخلاء.
(٢) انظر ص ٢٦١ ج ١ - الفتح الرباني. وص ٩٤ ج ١ - بيهقي (الاستتار عند قضاء الحاجة). وص ١٢٧ ج ١ - الفتح الرباني. وص ٩٤ ج ١ - المنهل العذب. وهو عجز حديث صدره: "من اكتحل فليوتر" (الاستثار في الخلاء). وص ٧٢ ج ١ - ابن ماجه (الارتياد للغائط). وصدر الحديث عنده: "من استجمر فليوتر". و (الكثيب) بالمثلثة: قطعة مستطيلة تشبة الربوة، أي فإن لم يجد ستره، فليجمع من التراب أو الرمل قدرا يكون ارتفاعه بحيث يستره.