للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: المرأة المرأة فتوسمت أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى فلدمت في صدري، وكانت امرأة جلدة فقالت: إليك لا ارض لك، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك، فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما. قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة، فإذا إلي جنب رجل من الأنصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة، فوجدنا غضاضة وحياء أن تكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فاقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له. أخرجه أحمد وأبو يعلى والبراز. وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ضعيف وقد وثق (١). {٤٦٤}

(وقال) جابر بن عبد الله: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا توفى أحدكم فوجد شيئا فليكفن في ثوب حبرة. أخرجه أبو داود والبيهقى (٢). {٤٦٥}

(وعن) خباب بن الإرث أن حمزة رضى الله عنه لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدمية قلصت


(١) انظر ص ١٨١ ج ٧ - الفتح الربانى (المواساة فى الكفن) و (المرأة المرأة) منصوب على التحذير أى احذروا إشرافها على القتلى خوفا من أن يصيبها من الشدة والتأثر بهذا النظر الفظيع ما لا تحتمله. وكرر لفظ المرأة للتأكيد. و (لدمت) من باب قتل أى ضربت ودفعت. و (جلدة) بفتح فسكون أى قوية صبور. و (اليك) اسم فعل بمعنى تنح عنى. و (لا ارض لك) أى لا مقر لك ولا وطن كلمة سب مثل لا أم لك (وعزم) أى أمر بمنعك أمرا مؤكدا.
(٢) انظر ص ٣١٠ ج ٨ - المنهل العذب (الكفن) وص ٤٠٢ ج ٣ بيهقى (من استحب فى الكفن الحبرة)