للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أهلها ظلمة وإن الله عز وجل ينورها بصلاتى عليها. وقال رجل من الأنصار يا رسول الله إن أخى مات ولم تصل عليه قال: فاين قبره؟ فأخبره فانظلق رسول اله صلى الله عليه وسلم مع الأنصارى فصلى. أخرجه أحمد والبيهقى وابو داود والطيالسى بسند رجاله رجال الصحيح (١). {٥٦١}

والأحاديث فى هذا كثيرة، وهى تدل على أنه يجوز لمن لم يصل على الميت قبل دفنه أن يصلى على قبره وليا أو غيره ابدا، وبه قال الشافعى وابن المبارك واختاره ابن عقيل الحنبلى، لقول عقبة بن عامر: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثمانى سنين كالمودع للأحياء والأموات (الحديث). أخرجه الشيخان وابو داود والبيهقى (٢). {٥٦٢}

(ومشهور) مذهب أحمد أنه يصلى على القبر إلى شهر فقط (لما روى) قتادة عن سعيد بن المسيب أن أم سعد ماتت النبي صلى الله عليه وسلم غائب، فلما قدم صلى عليها وقد مضى لذلك شهر. أخرجه الترمذى والبيهقى وقال: وهو مرسل صحيح (٣). {٥٦٣}

(وأجاب) الحنفيون ومالك عن هذه الأحاديث (أ) بأن الصلاة على القبر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم (لقوله) فى حديث أنس: إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتى عليها (٤). (وقوله) فى حديث يزيد


(١) انظر ص ٢٢٤ ج ٧ - الفتح الربانى (الصلاة على القبر) وص ٣٦ ج ٣ مجمع الزوائد.
(٢) (انظر ص ٢٤٥ ج ٧ فتح البارى ٠ غزوة أحد) وص ٧٨ ج ٩ - النهل العذب المورود (الميت يصلى على قبره بعد حين) وص ١٤ ج ٤ بيهقى (من روى أنه صلى الله عليه وسلم صلى عليهم بعد ٨ سنين).
(٣) انظر ص ١٤٩ ج ٢ تحفة الأحوذى (الصلاة على القبر) وص ٤٨ ج ٤ بيهقى
(٤) انظر رقم ٥٦١.