للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كشف الغطاء شاهدوه عيانا، وقد يطلع الله على ذلك بعض عبيده؛ ولو أطلع الكل عليه لزالت حكمة التكليف والإيمان بالغيب ولما تدافن الناس كما في الصحيحن (١).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "بينا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني: يا عبد الله اسقني، فلا أدري أعرف اسمي أو دعاني بدعاية العرب؟ وخرج رجل في ذلك الحفير في يده سوط فناداني: لا تسقه فإنه كافر ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فأخبرته، فقال لي: أو قد رأيته؟ قلت: نعم. قال: ذاك عدو الله أبو جهل بن هشام وذاك عذابه إلى يوم القيامة. أخرجه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف (٢). {٢٨}

... وعن هشام بن عروة رضي الله عنهما عن أبيه قال: بينما راكب يسير بين مكة والمدينة إذ مر بمقبرة فإذا برجل قد خرج من قبره يلتهب نارا مصفداً


(١) انظر ص ١٠٥ و ١٠٦ كتاب الروح (ولما تدافن الناس) أي لا يدفن بعضهم بعضا لما يحصل لهم من الفزع والدهشة المؤدية لترك مصالحهم حتى يتركوا دفن موتاهم، ولفظ الحديث: عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فيه أقبر وهو على بغلته فحادت به (أي مالت عن الطريق ونفرت لما اعتراها من الفزع عند سماع أصوات المعذبين بالقبور) وكادت أن تلقيه، فقال: من يعرف هذه الأقبر؟ فقال رجل: يا رسول الله قوم هلكوا في الجاهلية، فقال: لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر، ثم قال: تعوذوا بالله من عذاب جهنم. قلنا: نعوذ بالله من عذاب جهنم. ثم قال: تعوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال. فقلنا: نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال. ثم قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر. فقلنا: نعوذ بالله من عذاب القبر. ثم قال: تعوذوا بالله من فتنة المحيا والممات. قلنا نعوذ بالله من فتنة المحيا والممات .. أخرجه أحمد ومسلم (انظر ص ١٢٦ ج ٨ - الفتح الرباني (عذاب أهل الجاهلية في القبر) وص ٢٠٢ ج ١٧ نووي.
(٢) انظر ص ٥٧ ج ٣ مجمع الزوائد (العذاب في القبر).