للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحوهما (لحديث) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع فرع نعالهم (الحديث) أخرجه احمد والشيخان وأبو داود والنسائي (١). {٣٣}

(وقال) أحمد وبعض الشافعية: يكره المشي بين المقابر بالنعل مطلقا. ويسن خلعه إذا دخلها إلا لضرورة كخوف نجاسة أو شوك أو حرارة أرض (لقول) بشير بن معبد: بينما أنا أماشي النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبور المشركين فقال: لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا ثلاثا، ثم مر بقبور المسلمين فقال: لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ثلاثا، ثم حانت من النبي صلى الله عليه وسلم نظرة فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان، فقال: يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتك، مرتين أو ثلاثا. فنظر الرجل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم خلع نعليه. أخرجه أحمد والحاكم وصححه والأربعة إلا الترمذي، وهذا لفظ أبي داود (٢). {٣٤}


(١) أنظر ص ٨٢ ج ٨ - الفتح الرباني (المشي بين القبور بالنعل) وص ١٥٤ ج ٣ فتح الباري (ما جاء في عذاب القبر) وص ٢٠٣ ج ١٧ نووي (إثبات عذاب القبر) وص ٨٨ ج ٩ - المهل العذب المورود (المشي بين القبور بالنعل) وص ٢٨٨ ج ١ مجتبي (التسهيل في غير السبتية) وأنظر الحديث تاما رقم ٥٠ ص ٧٢ ج ١ - الدين الخالص طبعة ثالثة (سؤال القبر).
(٢) انظر ص ٨٠ ج ٨ - الفتح الرباني (المشي بين القبور بالنعل) وص ٨٥ ج ٩ المهل العذب المورود، وص ٢٨٨ ج ١ مجتبي (كراهية المشي بين القبور بالنعال السبتية) وص ٢٤٤ ج ١ - ابن ماجه (خلع النعلين في المقابر) و (بشير) كعظيم، كان اسمه زحما- بفتح فسكون- فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا. و (لقد سبق هؤلاء خيرا ... ) أي تقدموا الخير حتى جعلوه خلف ظهورهم ولم يعملوا به، والتكرير للتأكيد والتنفير من التخلق بأخلاقهم. و (لقد أدرك هؤلاء خيرا ... ) أي تحصلوا عليه. وفي رواية النسائي: لقد سبق هؤلاء شرا كثيرا. أي سبقوه حتى جعلوه وراء ظهورهم ووصلوا إلى الخير والكفار بالعكس. و (عليه نعلان) يعني يمشي بينها في نعليه كما في رواية النسائي وابن ماجه. و (السبتيتين) بكسر السين وسكون الباء: نسبة إلى السبت وهو جلود البقر المدبوغة بالقرظ، سميت بذلك لأن شعرها قد سبت، أي أزيل. و (ويحك) كلمة ترحم وإشفاق، عكس ويلك: وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالخلع احتراما للقبور.