للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويؤيده أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة غير بريدة ولا سيما الخلفاء الراشدين أنه وضع جريدا ولا غيره

على القبور، ولو كان ذلك سنة ما تركه أولئك الأئمة.

... (وفي حديث) العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ" (الحديث) أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والترمذي وقال: حسن صحيح (١). {٥١}

(قال) الحافظ ابن حجر: وكأن بريدة حمل الحديث على عمومه ولم يره خاصا بذينك الرجلين. ويظهر من تصرف البخاري أن ذلك خاص بهما، فلذا عقبه بقوله: ورأى ابن عمر رضي الله عنهما فسطاطا على قبر عبد الرحمن ابن أبي بكر فقال: انزعه يا غلام فإنما يظله عمله (٢).

... (هذا) ووصية بريدة ليست حجة على غيره. فما قاله الخطابي ومن نحا نحوه هو الأولى ولا سيما أن غالب الناس يعتقد في وضع هذا الجريد ونحوه اعتقادا تأباه الشريعة المطهرة كما هو معروف من حالهم. نسأل الله السلامة والهداية.


(١) انظر ص ١٨٨ ج ١ - الفتح الرباني (الاعتصام بسنته صلى الله عليه وسلم) وص ١٠ ج ١ - ابن ماجه (اتباع سنة الخلفاء الراشدين) وص ٢٤ ج ١ تيسير الوصول (الاستمساك بالكتاب والسنة) و (الخلفاء) قيل: هم الأئمة الأربعة رضي الله عنهم. وقيل: بل هم ومن سار بسيرتهم من المجتهدين فإنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم. و (عضوا عليها بالنواجذ) بالذال المعجمة وهي الأضراس، والمراد الحث على الاستمساك بالسنة كالاستمساك بالشيء بين الأضراس.
(٢) انظر ص ١٤٥ ج ٣ فتح الباري (الجريدة على القبر) وفيه: وهذا الأثر وصله ابن سعد من طريق أيوب بن عبد الله بن يسار قال: مر عبد الله بن عمر على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر وعليه فسطاط مضروب، فقال: يا غلام انزعه فإنه يظله عمله. قال الغلام: تضربني مولاتي. قال: كلا. فنزعه.