للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقدم في حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أخرجك من بيتك يا فاطمة؟ قالت: أتيت أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم وعزيتهم" (الحديث) أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي (١). {٦٩}

... فيه دليل على جواز خروج المرأة محتشمة متسترة لتعزي جيرانها (ولهذا) قال الأئمة الأربعة والجمهور: يستحب تعزية جميع أقارب الميت- بعد الدفن وقبله- إلا شابه يفتتن بها، لا نعلم في هذا خلافا إلا أن الثوري قال: لا تستحب التعزية بعد الدفن لأنه خاتمة أمره.

... (ورد): (أ) بعموم أحاديث التعزية. ... (ب) أن المقصود بها تسلية أهل المصيبة وقضاء حقوقهم، والحاجة إليها بعد الدفن كالحاجة إليها قبله.

... (ويستحب) تعزية جميع أهل المصيبة الكبار والصغار والرجال والنساء إلا أن تكون المرأة شابة فلا يعزيها إلا محارمها. وتعزية الصلحاء والضعفاء عن احتمال المصيبة والصبيان أكد (٢).

... (٢) حكمتها:

... شرعت التعزية لما فيها من التعاطف والتحاب والتعاون على البر والتقوى والحمل على الصبر والرضا بالقدر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحث على الرجوع إلى الله تعالى ليحصل الأجر. والمشروع منها مرة واحدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "التعزية مرة واحدة" (٣).

... (٣) وقتها:

يدخل وقت التعزية من الموت إلى ثلاثة أيام بعد الدفن عند الحنفيين ومالك وأحمد وجمهور الشافعية، وأولها أفضل. وهي بعد الدفن أفضل منها قبله، لأن أهل الميت مشغولون قبل الدفن بتجهيزه ولأن وحشتهم بعد الدفن


(١) تقدم تاما رقم ٦١٦ ص ٣٤١ ج ٧ - الدين الخالص (اتباع النساء الجنائز).
(٢) انظر ص ٤٠٩ ج ٥ مغنى أبن قدامة، وص ٣٠٥ ج ٥ مجموع النووي.
(٣) انظر ص ١٤٥ ج ٤ نيل الأوطار (تعزية المصاب).