للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦) منع الزكاة:

منعها إثم كبير وضلال مبين جاء فيه الوعيد الشديد في آيات وأحاديث كثيرة (قال) تعالى: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم* يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" (١).

... (وقال) تعالى: "ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السموات والأرض" (٢).

.. (وعن) أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا جيء به يوم القيامة وبكنزه فيحمي عليه صفائح في نار جهنم فتكوي بها جنبته وجنبه وظهره حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون. ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار. وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا جيء به يوم القيامة وبإبله كأوفر ما كانت عليه فيبطح لها باقع قرقر تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مضى أخراها ردت عليه أولادها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله إما إلى


(١) سورة التوبة ىية ٣٤ و ٣٥. و (الكنز) ما لم تؤدي زكاته نقدا أو غيره. أما مازكي فليس بكنز على المختار (لحديث) أم سلعة موضوعا: "ما بلغ أن تؤدي زكاته فزكى فليس بكنز" أخرجه أبو داود والدارقطني والبيهقي وقال: تفرد به ثابت بن عجلان وهو ثقة. وأخرجه الحاكم بلفظ: إذا أديت زكاته فليس بكنز (أنظر ص ١٣٦ ج ٩ المنهل العذب المورود) و (البشارة) الخبر يتغير له لون البشرة لتأثيره في القلب فرحا أو حزنا.
(٢) سورة آل عمران آية: ١٨٠ و (البخل) منع الإنسان الحق الواجب و (التطويق) أن يجعل ما بخلوا به من مال طوقا من نار في أعناقهم. وقبل معناه أنهم سيحملون عقاب ما بخلوا به فهو من الطاقة لا من الطويق. وقوله "سيطوقون ما بخلوا به" بيان للشر الذي أو عدوا به "ولله ميراث السموات والأرض" أي له وحده ما فيهما مما يتوارثه أهلها. فما بالهم يبخلون بذلك ولا ينفقونه؟ وهو لله سبحانه وتعالى لا لهم وإنهما هو في أيديهم عارية مستردة، قال تعالى: "وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" سورة الحديد آية ٧.