الشيخ على محفوظ كان مدرسا بكلية أصول الدين (١) والشيخ سليمان نوار (عميد كلية اللغة العربية سابقا) والشيخ محمود الغمراوى (المفتش بالجامعة الأزهرية) وغير هؤلاء كثير ممن يدرس بالأزهر والمعاهد الدينية ومدارس الحكومة، وممن يلى مناصب القضاء الشرعى ومن تلامذته غير الموظفين كثير من العلماء الأجلاء القائمين بالوعظ والإرشاد على سنن أستاذهم الراحل.
خليفة الإمام:
كثيرا ما تحدثك نفسك - إذا ما وقفت على سيرة الإمام - بمن كان يخلف هذه الشخصية البارزة لم يمهلها الزمان. وان السرور ليملأ جوانحك والبشر لينير وجهك إذا ما علمت أن خليفة الإمام هو شبل الإمام ثانى الأنجال فضيلة الأستاذ الشيخ أمين. وهو بحق خير من يخلف أباه (ومن يشابه أبه فما ظلم) و (أن هذا الشبل من ذاك الأسد) ولقد أجمع تلامذة الإمام كلمتهم من ثانى يوم الوفاة على اختياره للقيام لأعباء هذه المنزلة السامية. فكان قائدا لعشرات الألوف من المتمسكين بدينهم، سائرا على النهج المحمودى الذى كان يسير عليه والده، متمما بعض المؤلفات التى بدأها، محافظا جد المحافظة على من كان يرعاهم والده، وهو في ذلك كله الحليم الحازم ذو الهمة التى لا تعرف سآمة ولا مللا، ويشرف على الأمور دقيقها وجليلها بأمانة ونزاهة. يتنقل في العاصمة وضواحيها والبلاد النائية لإرشاد الناس إلى التمسك بمبادئ دينهم الحنيف حتى يعود إليهم مجد إسلافهم، وعزة آبائهم الأقدمين.
وختاما أسأل الله الرحيم أن يتغمد المرحوم الشيخ الإمام برحماته، ويصب على رمسه شآبيب رضوانه، ويسكنه فسيح جناته. وان يبارك في خليفته ويمد في أجله ممتعا بوافر العافية، ودائم التوفيق. والحمد لله أولا وأخر والصلاة والسلام على خاتم النبيين .. وآله وصحبه والتابعين.
(١) وتوفى رحمه الله مساء الأربعاء ٢ ذى القعدة ١٣٦١ هـ - ١١ نوفمبر سنة ١٩٤٢ م.