للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والليلة فقال: هل علي غيرهن؟ قال: لا إلا أن تطوع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: وصوم رمضان. قال: هل علي غيره؟ فقال: لا إلا أن تطوع (الحديث) أخرجه أحمد والشيخان والنسائي وأبو داود وهذا لفظ مسلم (١) {٣٥}

والأحاديث في هذا كثيرة، وقد أجمعت الأمة على فرضية صوم رمضان لا يجحدها إلا كافر (وشرع) الصوم لحكم (منها) أنه وسيلة إلى شكر النعمة إذ هو كف للنفس على الأكل والشرب والمفطر، وهي من أجل النعم وأعلاها والامتناع عنها زماناً معتبراً يعرف قدرها إذ النعم مجهولة فإذا فقدت عرفت فيحمله ذلك على قضاء حقها بالشكر. وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى في آية الصوم "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" (٢).

(ومنها) أنه وسيلة إلى التقوى لأنه إذا انقادت نفسه للامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة الله تعالى وخوفاً من أليم عقابه، فأولى أن تنقاد للامتناع عن


(١) انظر ص ٦٨ ج ١ - الفتح الرباني. وص ٧٢ ج ٤ فتح الباري (وجوب صوم رمضان). وص ١٦٦ ج ١ نووي (الصلوات أحد أركان الإسلام) وص ٧٩ ج ١ مجتبي وص ٢٧٦ ج ٣ - المنهل العذب المورود و (رجل) هو ضمام بن ثعلبة. و (نجد) قسم من بلاد العرب بين الحجاز والعراق. و (ثائر الرأس) أي منتشر الشعر. و (دوي الصوت) بفتح الدال وكسر الواو وشد الياء- بعده في الهواء. وقيل هو صوت غير مرتفع كصوت النحل. و (رمضان) اسم للشهر المعروف وهو من الرمض (بفتح الميم) شدة الحر. وفيه دليل على جواز أن يقال: جاء رمضان بدون ذكر الشهر. وهو المختار عند المحققين "وما قيل" من أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى "ليس بصحيح" ولم يصح فيه شيء. وقد جاء فيه أثر ضعيف وأسماء الله تعالى توفيقية لا تطلق إلا بدليل صحيح (انظر ص ١٨٨ ج ٧ نووي مسلم).
(٢) سورة البقرة: آية ١٨٥.