للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استدلوا به على أنه لم يكن صوم عاشوراء فرضاً قط، ولا دلالة فيه لاحتمال أنه يريد ولم يكتب الله عليكم صيامه على الدوام كصيام رمضان وغايته أنه عام خص بالأدلة الدالة على تقدم وجوبه (١).

(٣) فضل صيام رمضان: صيام رمضان وقيامه لهما فضل كبير وثواب جزيل من أداهما مصدقاً محتسباً: أي طالباً رضاء الله وثوابه، غفرت ذنوبه وضوعفت حسناته ورفعت درجاته (روي) أبو هريرة أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" أخرجه السبعة. وزاد احمد في رواية: وما تأخر (٢) {٣٩}

... (وعن) أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه كفر ما قبله" أخرجه احمد وابن حبان والبيهقي بسند جيد (٣) {٤٠}


(١) انظر ص ١٧٦ ج ٤ فتح الباري.
(٢) انظر ص ٢١٩ ج ٩ - الفتح الرباني (فضل صيام رمضان وقيامه) وص ٨١ ج ٤ فتح الباري وص ٤٠ ج ٦ نووي. وص ٣٠٨ ج ٧ - المنهل العذب المورود (قيام رمضان) وص ٣١ ج ٢ تحفة الاحوذي وص ٢٥٨ ج ١ - ابن ماجه. و (إيماناً) أي تصديقاً بأنه حق. وظاهر الحديث يشمل غفران الصغائر والكبائر وبه جزم ابن المنذر. وقال الأكثر: المراد غفر الصغائر فقط. قال النووي: وفي التخصيص نظر وإن اجمعوا على الكبائر لا تسقط إلا التوبة أو بالحد. ومعنى غفر الذنب المتأخر أنه يحفظ من الوقوع فيه أو أنه إن وقع مغفوراً. وتقدم- بهامش ص ٢٤٦ ج ٥ - الدين الخالص- بيان الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة.
(٣) انظر ص ٢٢١ ج ٩ - الفتح الرباني (فضل صيام رمضان وقيامه) وص ٣٠٤ ج ٤ بيهقي (وعرف حدوده) بان صامه راغباً في الثواب خائفاً من العقاب مخلصاً لله (ويحفظ ... ) أي اجتنب اللغو والرفث والخصام والغيبة والنميمة والنظر إلى ما يثير الشهوة.