للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشقه يترتب عليها مزيد الثواب فكأنه لم يصم. وحيث لم ينل راحة المفطرين فكأنه لم يفطر. ويحتمل انه دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على من فعل ذلك كراهة لفعله وزجراً له عن ذلك.

(وحديث) أبي قتادة أن عمر رضي الله عنه قال: "يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله؛ قال: لا صام ولا أفطر أو ما صام وما أفطر" (الحديث) أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود مطولاً والنسائي والترمذي وحسنه (١) {٨٧}

فإن ظاهره أنه تضيق عليه حصرا له فيها لتشديده على نفسه ورغبته عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاده أن غيرها أفضل. وهذا وعيد شديد يقتضي الحرمة (٢)، وحمله الجمهور كغيره على من صام السنة كلها وفيها الأيام المنهي عن صومها (٣)، أما لو صام السنة غير الأيام المنهي عنها فهو


(١) انظر ص ١٦٠ ج ١٠ - الفتح الرباني (ما يستحب صومه وما يكره) وص ٥١ ج ٨ نووي. وص ١٧٣ ج ١٠ - المنهل العذب المورود. وص ٦١ ج ٢ تحفة الأحوذي. وص ٣٢٤ ج ١ مجتبي (النهي عن صوم الدهر).
(٢) انظر ص ١٥٩* ج ٤ فتح الباري.
(٣) (وحمله الجمهور) (وقيل) بأن على فيه بمعنى عن أي ضيقت عنه فلا يدخلها. وذلك أن الصائم لما ضيق مسالك الشهوات بالصوم ضيق الله عليه النار. فلا يبقى له فيها مكان.